عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

على ضي الشموع







على ضي الشموع
فى ليالي الشتاء حيث يصبح الليل وكأنه لا ينقضي حتى نعتقد أننا بلا نهاية قريبة لتلك الليلة ؛ وعن تجربه شخصية وجدت فيها نفسي فريسة لتلك الليالي  ففى اثناء الشتاء وبالأخص فى الريف ومع نزول اول قطرات المطر يقطع التيار الكهربائي ومن هنا تجد نفسك فى محيطك الداخلى والخارجى فى عالم يسودة الصمت القاتل وبما آنى تعودت على السهر فلم استطع النوم مبكرأ لكن السؤال كيف اقضي هذا الوقت الطويل؟ فلا اصدقاء ولا تلفاز ولا انترنت كل شيء يدعوك الى ان تخلد للنوم مبكراًكي لا يقتلك الملل لكني لم استسلم للنوم  فبحثت فى رأسي عن شيء يمضى هذا الوقت ويجعله سهل وممتع فتذكرت مكتبتى الصغيرة التى هجرتها منذ فترة كبيرة وبدأت ابحث فيها عن كتب من النوع الممتع الذي يأخذك الى عالم ارحب ينسيك ظلمه الليل وتمر معاها الساعات.
 فأخذت أول كتاب وكان بعنوان ( نساء في حياتي) للكاتب والصحفي محمد التابعي والذى عاش 
 فى عشرينات القرن الماضى وهى حكايات لتجارب شخصية صيغت بأسلوب فني راقي؛ وأخذت اضئ الشموع الشمعه تلو الاخري كي استطع القرأة ووجدت فى هذا الكتاب شئ من المتعه لما يصورة من حياة هادئة وراقية فى مصر والعالم فى تلك الحقبه.
فهذا الصحفي كان رحال بين دول العالم رغم مشقه السفر فكانت السفن الوسيله الوحيدة والقليله للسفر لكن هذا الصحفى كان محباً للسفر برغم كل شيء , وبدأت اقرأ أول تلك القصص وفيها يتكلم عن مقابله لفتاة يهودية فى فرنسا هاربه من الحكم النازي الذى كان موجود فى المانيا وكانت فتاه فقيرة تهيم على وجهها بين تعلم اللغة الفرنسية وبين الحصول على لقمة العيش فكانت مثال لأنفصال البنت عن الاسرة والمحيط والمجتمع التى تربت فيه فأصبحت فريسة لأطماعها اوقات وللظروف معيشتها اوقات اخري.

وقصه أخرى تحى عن فتاة فرنسيه تعرف عليها الكاتب فى فينا عاصمة النمسا وكانت فتاه كما رأها وكما يقال سليله الحسب والنسب تدار حولها الحكايات  وفى اثناء هذا التقارب عرضت عليه الفتاة ان تذهب معه الى مصر وتتزوجه وتعيش هناك لكن الكاتب استغرب من هذا لانه قد علم انها مخطوبه من رجل ثري ومن اسرة راقيه وبعد فترة من البعد عنها واثناء مشكله وقع فيها الكاتب ذهب لقسم الشرطة واثناء خروجة من القسم رأى تلك الفتاة مقيدة بالسلاسل فذهب اليها لكنها لم تجبه ونظرت له بقبح شديد وبعد ذلك علم الكاتب انها كانت سارقة وان مقولتها له بالذهاب لمصر انما كانت تريد الهرب من هذا الحال وان تبدأ حياة جديدة لكن الكاتب لم يعطيها هذا الوجه الاخر من الحياة.
وبما ان الكاتب كان حكاياته كلها تدور حول النساء فقد كانت الفتاة الجديدة فتاة سويديه كانت احبت رجل فرنسى لكنه تعرض لحادث ومات فيه وتقابل الكاتب معاها بالصدفة حين تجواله بالقرب من المقبرة العامة فى فرنسا ووجدها تبكى خطيبها الذي مات منذ سنين وبعد وقت كبير من التعارف ذهبت تلك الفتاة الى بلادها وعاد الكاتب الى مصر واثناء مشاهدته للسينما وجد تلك الفتاة فى طابور الجيش السويدى متقدمة الصفوف وكان الشبه الذى يراه الكاتب بينه وبينها انها احبت حباً بلا أمل وتعيش عليه وتمنع نفسها بان تفكر فى شيء غيره .
كما قابل الكاتب فتاة انجليزية كانت كما يقال امرأة نصف ملاك ونصف شيطان .. فالكاتب رأى فى وجهها ملاك محب وفى قلبها شيطان قبيح وكانه مصدقاً لقول الشاعر:ان الأفاعي و ان لانت ملامسها    عند التقلب في أنيابها العطب
وقصة أخرى عن فتاة  قابلها الكاتب فى ايطاليا كانت فتاة سويديه من اسرة ملكية تزوجت رجل فقير وهربت معه لكنه لم يقدرهذاالحب وتركها وحيدة تهيم  فى حياة مظلمة بعد الرخاء والاحترام وحين تعرفت على الكاتب كانت تلك الفتاة الجميلة تتعرض لأزمه مالية وصحية صعبه حتى وصل بها الحال الى استرداد قيمه بوكية من الورد كان الكاتب قد ارسله هدية لها فقامت بأرجاعة الى  محل الورود الذى اشتراه منه واشترت بثمنه  طعام 
تلك الفتاة التى تحولت حياتها من السراء والجاة والحياة الجميلة الى مأساة ومرض نتيجه لحبها الذى احبته وتحملت من اجله هذا كله .
اما الفتاة الاخيرة فى هذا الموضوع كانت فتاة انجليزية تعرف عليها فى فرنسا وكانت مثال للأحترام والوقار لكن الكاتب اثناء وجوده هناك  ذكر له بعض اليهود ان تلك الفتاة جاسوسة لالمانيا ولم يصدق الكاتب ولم يلتفت لهذا الكلام ولكن بعد عودته الى مصر وبعد فترة طويلة واثناء قرأته للصحف وجد اسمها وقد نفذ حكم الاعدام عليها وكان حيثيات الحكم انها جاسوسة فعلم الكاتب انها قد ضحت  بنفسها من اجل رجل احبته وسارت ورأة كما اراد فكانت نهايتهما كذلك.
.................                   ............................

أما الكتاب الاخر الذى قرأته أو بعض مقتطفات منه كان كتاب ( التاريخ الذي احمله على ظهرى) للكاتب سيد عويس وكان ايضأ فى عشرينيات القرن الماضى وهو عن سيرة ذاتية واجمل ما فيه هو هذا التجول والتأريخ لتلك الحقبه حكاها الكاتب فقط فى بيته حيث نشأ وتربى فكان بيته صورة من صور مصر حيث يحكى عن امه التى ذات مرة اغضبت والدة فعنفها شديداً وأمرها بالذهاب الى بيت ابيها ويصور كيف كان حال امه والايام تمر عليها والشهور ولا أحد يذهب اليها ولا يسأل عنها وبعد اكثر من سبعة اشهر جأت قريبه لزوجها تعرض عودتها فوجد الكاتب امة على اعتاب البيت قبل الزائرة ومن يومها هذا لم تخرج امه من بيت ابيه طائعة ومحبه ومربيه هذة صورة صغيرة مما حواة الكتاب من صور حيه للشوارع والبيوت والحياة السياسية كان مثله مثل رواية بين القصرين لنجيب محفوظ نفس الحكايات ونفس التوقيت الزمني.
......................            .......................
أما الكتاب الاخير الذى قرأت منه مقتطفات قصيرة لانه كتاب كبير بأسم (زمن الروايه) للكاتب جابر عصفور ويتناول الكاتب فى هذا الكتاب كيف كان وضع الرواية فى عشرينيات القرن الماضى مقارنه بالشعر فهو يرى او هو ما كان متعارف عليه ان الشعر فى قمه السلم الادبي من حيث الاحترام فنجد ان الشعراء فى هذا الوقت  او فى الحضارة العربيه بوجه عام كانوا فى قمه هرم المستوى الاجتماعى وقمه الاتصال بالشخصيات والعائلات السياسية الكبيرة ولنا فى صورة احمد شوقى الذى نصبه الشعراء اميرا عليهم فى احتفال كبير وكذلك حافظ ابراهيم , ومحمود سامى البارودي ومما يؤكد هذا الاتجاة ان محمد حسين هيكل والذى كتب أول رواية بالشكل الادبي المتعارف عليه وهى رواية (زينب) سنه 1913 صدرت الرواية ولم يضع الكاتب اسمه على تلك الرواية خوفاً من اهتزاز المكانه الاجتماعية لان الرواية التى كان متعارف عليها فى هذا الوقت هى اشبه بالمقامات فقط تكتب للفكاهها ولكن الكاتب وبعد انتشار فن الرواية اعاد اصدارها مرة اخرى ووضع اسمه عليها ويعتبر ظهور نجيب محفوظ ابداعاً لهذا الفن الذى اخذ المكانه من الشعر فى هذا الوقت واعتبر تسلم نجيب لجائزة نوبل مثلها كتسلم احمد شوقى لجائزة امير الشعراء لنعلم كيف تحول الحال فى الوسط الادبى من رفض تام لفن الرواية ووضعها فى مكانه ادبيه واجتماعية قليله لوضعها فى مكانه عالمية رصعها نجيب محفوظ بجائزة نوبل .
الحقيقة انها كانت ليله طويلة لكنها مرت بعجل بين صفحات الكتب والقصص وايقنت ان التكنولوجيا كما كانت لها فوائدها الجمه لكنها اصبحت عائق فى الوصول الى المتعة المعرفية وايقنت ايضا ان المجتمع المصرى فى الستينات كان فيه اعظم الكتاب ليس فقط للموهبة الفائقة لكن لكثرة القراء لأن الكتاب كان السبيل الاول للمعرفة وتبقى ان تصبح الحروف والكلمات هى  المعبر الحقيقى لمعرفة ممتعة وحقيقيه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق