عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الأحد، 8 أبريل 2012

الطاعة والشورى بين الدين والسياسة


كثر الحديث فى الاونه السابقة عن موضوع السمع والطاعة والشورى عند جماعة الاخوان المسلمين وهذا امر بالطبع يخص الجماعة لكننا فى الوقت نفسه نريد ان نستفسر عن هذا الخيط الرفيع بين المصطلحات وارتباطها بين الدين والسياسة , فنجد ان الجماعة فى كلام مقنع لها تقول ان السمع والطاعة احد المبادئ التى ساعدت على بقاء الجماعة لمده ذادت عن ثمانين سنه والقول عن البقاء مردود عليه لأن البقاء نسبي مرتبط بحالة تكيف  بين الوجود فى البيئة الحياتية والسياسية اى ان الحمار على سبيل المثال اكثر عمراً من الاسد وكذلك الفئران اكثر بقائاً من النسور والصقور وكلاهما فريسة ومفترس ذلك بالطبع على سبيل المثال لا التشبيه  ؛ونعود لموضوع السمع والطاعة وهو احد مبادئ ووصايا المؤسس الاول للجماعة (حسن البنا) الذى كان عبقرياً فى وضع اولى تلك المبادئ العشرة الا وهوالفهم وهذا امر محمود جداً ولكن السؤال المهم لماذا حولت الجماعة او ذادت من السمع والطاعة مع ان ترتيبة هو السادس فى تلك المبادئ الاخوانية؟ واقول ان حالة التهديد المستمر التى عاشتها الجماعة طيلة تلك الحقب جعلت من التفاف الجماعة حول المرشد وشورى الجماعة اقوى مما ذاد من مبدأ السمع والطاعة عن أي مبدأ أخر أي ان حالة التهديد المستمر تؤدى اللى هذه الحالة وهذا امر معلوم فى السياسة واعتقد ان الجماعة وبعد تمكنها من تسلق مقاليد السلطة فى مصر وزوال حالة التهديد تلك عادت الجماعة للمبادئ الاولى وبدأ البعض فى التفكر مما ادى الى اسئلة كانت محرمه فى السابق كما ادى الى انشقاق البعض وهذا ما سيجعل الجماعة او مافعلتة بالفعل فى استرداد حالة التهديد تلك فى صنع عدو او فزاعة كفزاعات الليبراليين والعلمانين او خلق صدام وهمي مع العسكر للعودة الى مبدأ السمع والطاعة الذى يحافظ على كيان الجماعة والكلام عن السمع والطاعة يأخذنا للقول اى سمع واى طاعة هل فى الدين ام فى السياسة؟ هذا سؤال مهم جداً وتفسير الامر فى التاريخ  الاسلامي والدينى على وجه عام يؤكد ان السمع والطاعة ارتبط بالايمان المطلق فيما ينزله الله اى ان ايمان الشخص يضعة فى حالة من السمع والطاعة لله وحده وهذا ما وجدناه جالياً فى رد سيدنا اسماعيل عندما امر الله سيدنا ابراهيم بذبحة فماذا قال: قال الله_ تعالى_  ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) فنجد ان ايمان سيدنا اسماعيل المطلق بالله جعلة يسمع ويطيع وهذا ايضاً ما وجدناه فى حالة ام سيدنا موسى _عليه السلام_ ففننظر ماذا فعلت  قال الله_ تعالى_ (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) انظروا معي كيف تخاف ام من موت ابنها على يد فرعون وتقوم هى وبيدها ان تلقية فى اليم وهو رضيع كيف سمعت واطاعت لأنها احست بالايمان المطلق وان الله هو منجيه  فنجد ان فى المثالين ان السمع والطاعة جاء لله وما انزل به وهذا ما وجدناه فى اصحاب رسول الله عندما كانوا مثال للسمع والطاعة فى امور الدين والوحي والحديث لأنه مرتبط بأيمانهم فوجب السمع والطاعة مع الرسول لأنه امراً يقينياً ام بعد الرسول الذى بعده كل انسان يأخذ منه ويرد فنجد ان السمع والطاعة ارتبط تأكيدا للأيمان أما فى السياسة التى كانت تمارس ايضا بجانب الامور الدينية فقد اختلف فيها السمع والطاعة لأنه بطبع كان مجتمع يضع الفهم فى المقام الاول وكيفية قول الحق ومعرفته قبل كل شي فنجد ان ابو بكر الصديق _رضى الله عنه _ وفى اول خطبه له عندما تسلم مقاليد الحكم  ماذا قال (أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني , أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم) فالطاعة هنا فى الدين والتقويم هنا فى السياسة ولنا مثال اخر الذى يوضح كيف يكون السمع والطاعة دينياً وسياسياً:  وقف عمر بن الخطاب _ رضى الله عنه _ ذات يوم على المنبر ليخطب في الناس , فقال له أحدهم:((والله لا نستمع إليك وقد ميزت نفسك علينا يا أمير المؤمنين, فأعطيت لكل واحد منا جلباباً واحداً وأخذت لنفسك جلبابين)), فنادى عمر رضي الله عنه على ابنه عبد الله ليقول له :(( يا عبد الله, من صاحب الجلباب الثاني؟)) فيقول عبد الله:((إنه لي يا أمير المؤمنين, ولكنى تركته لك)) فأكمل عمر:((وانتم كما تعلمون أنني رجل طوال"طويل القامة" وكان الجلباب الأول قصيراً ,فأعطاني ولدي جلبابه فأطلت به جلبابي)) فيعتذر إليه الرجل وهو يقول له :((الآن نسمع لك يا أمير المؤمنين ونطيع)). نظرتم  كيف كان المجتمع كان لايترك صغيرة ولا كبيرة  يقول لعمر الان ليس لك علينا  سمع ولا طاعة قبل ان تبين لنا الامر وكان عمر مثال للحاكم عندما يعلم كيف يكون شعبه من الفهم وتصحيح الاخطاء أن وجدت هذا هو السمع والطاعة فى السياسة وفى الدين اما ان نجعلها مطلقة ونضع امثله عليها فى الدين فقط ونحن نمارس سياسة هذا خاطأ وضحك على عقول العامة .

اما موضوع الشورى فقد ترابطت بين الدين والسياسة وظهرت قوة الشورى فى الاسلام والخاطأ فى الامر انى سمعت احد الاشخاص يقول ان الشورى وجدت فقط فى الاسلام وهذا خطأ فقد وجدت مجالس شورى الحكم فى امم كثيرة قبل الاسلام فنجدها ظاهرة فى القرآن فى ذكر ملكه سباً قال الله تعالى _( يَأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) انظروا هنا مجلس شورى وانظروا الى قولها: (ماكنت قاطعة امرأ حتى تشهدون) وفى موضع اخر يقول الله_ عز وجل_(قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِن حَاشِرِينَ يَأْتُوك بِكُلِّ سَحَّار عَلِيم ) وهذا ما قاله شورى فرعون ومن حوله عندما اشار عليهم ماذا يفعل بموسى وهارون _ عليهم السلام_ ؛ كما وجد مجلس شورى بمنظور اكبر فى الجاهلية عرف ( بدار الندوة ) لكن الفرق فى كل هذه المجالس هى الشورى التفاعلية بين من يحكمون وبين الناس وهذا مالم يتواجد فى الامم السابقة وتواجد فى الاسلام ولهذا كانت شورى الاسلام اكثر احتراماً وتفاعلاً مع المجتمع  فقد كان المسجد هو منبر الدين والحكم وكان الرسول يجلس وحوله الكثير من المسلمين ولم يغلق المسجد على عدد معين ولم يأخذ برأي اشخاص بعينهم بل كان الحوار والنقاش عام كل من يملك السؤال والافادة يستطيع تقديمها ولنا أن نعلم  كيف اثرت تلك الشورى فى تقدم وانتصار الاسلام ولنا فى واقعة بدر المثل على هذا عندما اشار الرسول على المسلمين بمكان التمركز ببدر لكن شورى التفاعل الذى اوجدها الرسول بين المسلمين جعلت من جندي فى اخر الصفوف يخرج ويتقدم للرسول _صلى الله عليه وسلم ويقول:يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة» قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم-أي جيش المشركين- فننزله ونغور -نخرب- ما وراءه من الآبار ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون  فنجد رسول الله يأخد بما اشار عليه هذا الجندى انه ( الحباب بن المنذر) الذى وضع لنا كيف كانت الشورى بين المسلمين كافة فلم يركن ولم يصمت ولم ينتظر وهو عنده ما يفيد الاسلام ويعلم ان رسول الاسلام هو من علمه تلك المبادئ وتلك الشورى التفاعليه , كذلك الحال فى معركة الخندق او الاحزاب عندما خرج جنديا اجنبياً غير عربياً هو( سلمان الفارسى) واشار على الرسول بحفر خندق واستجاب الرسول له وكان له الاثر الكبير بعد عون الله فى الانتصار لم يقل لنفسة اني غريب واجنبي وقد يرد علي رداً عنيفاً ولم يقل من انا ومن اكون وهناك ابوبكر وعمر وعلي وعثمان لكنه اصر لأنه تربى فى مدرسه النبوه وفى شورى الاسلام التفاعليه انه الشورى التى نريدها شورى المجتمع عندما يجد ما يستوجب منه الوقوف والتغيير لا الصمت وترديد اقوال مثل (هناك اناس افضل منا يفكرون عنا) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق