عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

نظره من بعيد



الحياة السياسية فى الوطن العربي تمر بحالات من الانفراجة اوقات ومن التعثر فى اوقات اخرى لكنها تبقى ولادة جديدة لنسائم الحرية ولنا ان ننظر على المشهد السياسي من بعيد كي نرى الصورة التى تغطيها بعض الغيوم كي تنكشف الحقائق ويبقى ما نقوله وجه نظر قد نصيب وقد نخطأ.
اول تلك المشاهد من حيث البداية مع المشهد التونسي الذى يسير بخطوات جادة نحو الطريق السليم عابراً كل الحواجز التى تعوقة 
 فمنذ بداية الثورة التونسية وحتى الان يسير التونسيون على النهج السليم لصناعة الديمقراطية بداية من مجلس رئاسي مدني وعودة الجيش لعملهم الطبيعى بعيداً عن الحياة السياسية الى انتخاب جمعية تأسيسة للدستور وابعاد كل رموز النظام القديم من الترشح حتى وصل الامر الى  منعهم من التصويت .

 لم نسمع هناك مصطلح الاستقرار ولاالنقل السريع للسطله لانهم يسيرون بالاتجاه الصحيح ومع الاتجاة الصحيح  جرت
الانتخابات فى جو ديمقراطي سليم وشفافية كبيره ولنا ان نعلم ان نسبه المشاركه هناك وصلت الى تسعين فى المائة ممن يحق لهم التصويت كي نعلم كيف وصل وعي التوانسه بقضية بلادهم وحصل التيار الاسلامي على نسبه اكبر فى المجلس انها الديمقراطية السليمه التى تبنى بحق وينجح من ينجح لأنها إرادة الشعب.
ام المشهد المصرى فالأسف ينتابة حالة من الغموض وتشتت الافكار فكل ما حدث فى تونس لم نفعلة فى مصر رغم حاله التوأمه بينهم فلا مجلس رئاسي مدني ولا دستور ولا عزل سياسي لمن أفسدوا الحياة ولا انتخابات بقوائم كامله كي نبتعد عن الرشاوى والبلطجة والعصبيات فى الانتخابات , ولا حتى محاكم سريعة ورادعة لمن افسدوا الدنيا كي يصبحوا عبرة لمن يؤيدوهم.
ولكن تصبح الصورة فى مجملها مهما احاط بها من عتمه افضل بكثير مما كنا فيه وسنخرج من تلك الحاله افضل فأفضل على الاقل ستفكك قواعد الفساد تدريجياً ومع قصر فترات الرئاسة القادمة سيصعب تكوينها بشكل كامل.
 كنا نبغي الكثير لكن نحتاج للوقت كي تتغير الافكار ويتحول المصرى من فاقد للوعي بمصلحة بلدة لمشارك فى التغيير ولتكن الانتخابات القادمة المحك الكبير لمعرفة هذا التحول.
يتحدث البعض عن بناء الدوله بدل من ملاحقة الفلول واصحاب المصالح الذين افسدوا مصر ومازالوا يبحثون عن مكاسب اخرى فى ظل الثورة واقول لهم كيف تبني دوله على اسس نخور السوس فى اركانها؛ البناء يعني هدم كل ما اصابة العطب وبناء قوى وسليم كي يقف صلب امام اي هزات فى المستقبل .......محاربه الفلول واجب وطنى لا يخدعكم بشعارات رنانه ولا وعود براقة انهم يتلونون حسب الوقت لا يهمهم مبارك او غيره ما يهمم فقط مصالحهم الشخصيه.
اما المشهد الليبى فأنتهى جزء كبير منه بأسقاط حكم القذافي وتلك النهاية المأساوية ليصبح رمز لنهايات الطغاه ممن يرون فى شعبهم جرزان وليسوا بشر , ولكن يجب ان اتوقف عند مشهد القتل والتمثيل للقذافى فمهما تفهمنا كل الظروف والمعاناه التى مر بها الليبين لكن لا اتفهم ابداً ان يصبح المظلوم مثل جلادة فى القتل والتمثيل وهذا امر نهاناً عنه ديناَ الحنيف ولنا فى حادثه استشهاد سيدنا حمزة المثل فعندما مثلت هند بنت عتبه بجسده الشريف ورأة النبى على هذة الحاله غضب غضباً شديداً وتوعد بمثل ما فعلت لكن الله نهى المسلمين عن فعل ذلك , لأن الاصل هو القصاص وليس التمثيل بالميت وكل ما اخشاة ان تتحول لبييا الى حالة من تصفية الحسابات ومنها يضيع الوطن .
اما الحالة البارزة فى المشهد الليبي وما اخشاة ايضاً هو ظهور التيار الاسلامي ولا أعني به التيار المعتدل بل هو التيار المسلح وما أخشاة ليس من الأسم بل من المبررات التى ستستخدمها امريكا والغرب الذى لا اعتقد انهم سيتركون الامور تسيل بسهوله مطلقة فيجب على الليبين ان يسيروا وبحذر نحو قيام دولتهم الجديدة التى قدموا من اجلها الكثير .
أما عن مكاسب الغرب من الحرب هناك تتمركز حول حقول البترول وتعويض فواتير الحرب التى ستدفعها ليبيا من عوائد البترول وعمليات أعادة الاعمار وهذا لن يمثل نكثه للاقتصاد الليبى الذى لم يكن له وجود يذكر فى ظل القذافي .
 اما عن الخسائر المتوقعة والمستقبلية للغرب من حرب ليبيا فتتمركز حول دخول الكثير من المهاجرين الافارقة للغرب اثناء الحرب لان ليبيا تعتبر من اهم معابر المرور للمهاجرين وهذا خطر كبير على الغرب فى الفترة القادمه.

أما المشهد اليمني فهو مشهد متشابك الاطراف يُلعب فيه من الداخل ومن الخارج فنجد ان الثورة هناك متماسكة وقوية ومازالت فى الميادين رغم مرور الوقت الطويل لكن مع تمسك صالح للحكم رغم ما رأة من نهايات حكام مصر وتونس وليبيا يصبح الامر فى غايه الصعوبه فهو يريد ان يحول بلده الى حرب أهليه ولا يترك الكرسي مستغلاً فى ذلك الدعم القوى التى تعطيه له المملكه العربية السعودية خوفاً منها لأنتقال سريع لفيرس الثورات هناك لما تمثله اليمن من موقع جغرافى واجتماعى متشابك مع  السعودية .
كما أن صالح يأخد من موقف أمريكا وأوروبا المتخازل رغم بعض التصريحات الواهية دعماً كبيراً له كما ان الغرب لايرى فى اليمن من ثروات كي يتدخل, وايضاً ان وجود بعض التيارات المناهضة للغرب يدعوهم للمساندة غير المعلنه لصالح الذى يحارب تلك الجماعات, وامريكا تخشى على مصالحها التجارية والحربية المارة بمضيق باب المندب من الاستهداف ان تعاظم وجود الجماعات المناهضة لها والذين يرون فى صالح عصاها الممتدة على تلك الجماعات.
وارى ان المشهد اليمني كما تريدة السعودية والغرب فى الفترة القادمه هو تغيير وجوة فقط يعنى من الممكن التضحية بصالح ويأتى شخص اخر بنفس التوجهات ولا يختلف عنه كثير بل مجرد تهدئة الثورة واخماد لهيبها . 
اما المشهد السوري فهو مشهد غريب ومتناقض الافعال والرودود فرغم كل ما يحدث فى سوريا من قتل وتعذيب وهو قريب مما حدث فى ليبيا لم نرى هذا التدخل السريع من الغرب هناك والاغرب من ذلك هذا الفيتو الروسي التاريخى والفريد من نوعه فنجد ان روسي طيله العقود الماضية ومع التدخل العسكرى لامريكا ضد حلفاء روسيا فى المنطقه كانت دائما تلوح بالفيتو ولم تستخدمه ولا مرة سواء فى الحالة العراقية اوالحالة الليبية وارى هنا انهاادوار متفق عليها بين روسيا وامريكا والغرب بوجه عام , وان الغرب يعطى لبشار الضوء الاخضر لأخماد الثورة
 هناك لما تمثله سوريا الجارة القريبة من الكيان الصهيونى اهمية كبرى للحفاظ على امن اسرائيل , فنجد ان بشار ورغم كل صيحاته القومية والمقاومة للمحتل لم يطلق رصاصة واحدة على الجولان المحتل لدى اسرائيل وكل ما تخشاة امريكا والغرب ان تنتصر الثورة هناك والخوف الاكبر هو قيام جماعات مسلحة فى سوريا تطلب بحقها الطبيعى فى تحرير ارضها ممن اغتصبوه وهذا خطر كبير تراه امريكا فى سوريا , وارى ان الغرب لن يزيد من تهديداته لسوريا وإن اصبحت معلنه لكن فى الخفاء يصبح الدعم له اقوى .





يجب ان نقترب اكثر فاكثر من الحقيقة قد يصيبنا هذا القرب بكثير من الألم لكن سنبحث عن العلاج, أما إن ابتعدنا أكثر فاكثر سنرى الحقيقه متلونه وناعمه نعومة الافاعي لكن فى فمها يسكن السم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق