عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

عصور الفزاعات

مرت مصر بتطور كبير فى الحياة السياسية والدستورية, فكانت مصر من أوائل دول المنطقة والعالم التى عرفت وضع الدساتير وقيام حياة سياسية وكان ذلك فى عهد اسماعيل باشا الذى استلم تركة كبيرة من محمد على صانع نهضة مصر الحديثة.
وبما أن السياسه لاتعترف بالمدينة الفاضلة ولا بالحدود الأخلاقية فى أغلب الأحيان ظهرت بعض المصطلحات المرادفة دائماً للحياة السياسية ومن تلك المصطلحات كلمه(الفزاعات) ولكن هذا المصطلح مر بمراحل من القوة والضعف حسب الوقت والتغيرات السياسية.
فنجد أن مع بداية الحياة السياسية المصرية المعاصرة كان مصطلح الفزاعة مرتبط ارتباط طبيعي مع وجود المحتل الانجليزي مع وجود بعض المناوشات السياسية بين احزاب وطنية مثل حزب الوفد وبعد الاحزاب صنيعة الاحتلال يعنى فى مجملها كانت حياة سياسية هادئة وفى ظل هذا الهدوء ظهر نجم حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان فى سماء الحياة السياسية ومع بداية الجماعة التى كانت ذو اتجاهات دعوية واصلاحية فى بداية الامر لكن مع اتساع الحركة وزيادة عدد مؤيديها من الشخصيات العامة والسياسية دخلت معترك السياسة  ومثلت الجماعة خطر كبير للقصر وبدأ دورها كفزاعة للقصر والملك ومع ظهور قضية فلسطين فى الافق العربي تنامى دور الجماعة وكان لها دور كبير فى حرب فلسطين فاقتربت أكثر فأكثر من بعض الضباط فى الجيش المصري وابتعدوا اكثر فاكثر من القصر والملك مما جعلهم يتقدموا بتضحيات كثيرة من الاعتقالات والاغتيالات وعلى رأسهم مؤسس الحركة والأب الروحى للجماعة حسن البنا .

ومع قيام ثورة يوليو وحكم العسكر كانت للجماعة روابط قوية بصانعى القرار لكن السياسة لا تعرف الثوابت وما بين ليلة وضحاها انقلب العسكر على الاخوان المسلمون خوفا منهم على التسلق فوق كرسي السلطه , واستغل عبد الناصر حادثة المنشية التى اتُهمت فيها الجماعة بمحاولة اغتيال عبد الناصر لتوجية ضربات قوية وعنيفة للجماعة وكان اشدها اعتقال الرجل القوى فى الجماعة سيد قطب وكان هذا الفترة بمثابة اكبر الفزاعات التى صنعها العسكر للاخوان ولكنها لم تكون الفزاعة الوحيدة بل كانت اسرائيل ايضا فزاعة استطاع بها العسكر أن يلجم افواه جميع معارضية بمسمى التجهيز للحرب يجب ان تصمت الافواه ....لا شئ يعلو فوق صوت المعركة.
ثم أتى عصر السادات وفى هذا الوقت تنامى دور الشيوعين فى الجامعات المصرية ومثلوا خطراً كبير على السادات لشعاراتهم القريبة من الشعب وكانوا اهم فزاعة فى هذا الوقت ولكي يخرج السادات من هذا المأزق  دعم وبقوة دور الجماعات الاسلامية , وبالفعل نجحوا فى القضاء على دور الشيوعين لكنهم كانوا بمثابة المارد الذى اخرجة السادات ولم يستطيع ان يصرفة فبدأوا بالانقلاب عليه وكانوا فزاعة ضخمه له ولكن السادات استغل حرب افغانستان ليخفف من خطر هذة الفزاعة فقام بإرسالهم الى افغانستان ومع ذلك رجعوا من هناك اكثر قوة وعنف  ساعدهم  السادات بسياسة الاعتقالات غير المبررة ..
ثم اتى عصر مبارك الذى هو امتداد طبيعى للسادات وامتدت فزاعة الجماعات الاسلامية لكن مبارك استخدم خطوات كثيرة منها الاعتقالات والاغتيالات لكثير من قادة الجماعة ثم بعض المراجعات للجماعة
التى نبذت العنف .
وفى هذا الوقت كانت جماعة الاخوان المسلمين تستفيق من البيات السياسي الذى عاشتها نتيجة الضربات الموجعة من الحكومات والانظمة السابقة وبدأت تتعافى من جديد وتنامى دورها الاجتماعى والسياسي مما جعلها المنافس الاول للحزب الحاكم , ويجب ان نعلم ان من اهم سمات الجماعة تلك المرونه التى حافظت على الجماعة اكثر من ثمانين سنه كما انها تتسم بالتنظيم .
 ومن متناقضات السياسة ان الحزب الحاكم جعل من الاخوان فزاعة للغرب وجعلت الجماعة الحزب الوطنى فزاعة للشعب وكان الصندوق الانتخابى يعكس هذا التوجة فكثير ممن اعطوا صوتهم بعيداً عن مؤيدى الجماعة اعطوها تنكيلاً فى الحزب الوطنى الذى افسد كل شيء.
ومع قيام ثورة يناير استخدم النظام البائد فزاعات كثيرة ومختلفة من اهمها الاجندات ولكنها لم تستمر طويلا مع ضربات الثوار وهشاشة النظام.
وبعد ان تولى المجلس العسكرى مقاليد الحكم ظهر فزاعات من نوع اخر تنقلب على من قاموا بتلك الثورة ومن اهم هؤلاء حركة 6 ابريل التى كانت الوقود المحرك للثورة وجعل المجلس هذه الحركة الفزاعة الكبيرة للشعب واتهمت بتلقى الاموال والدعم من الخارج
 ومع اول اختبار للحياة السياسيةألا وهو الاستفتاء فى ظل حكم العسكر المؤقت  وجدنا تحالف غير معهود بين جماعه الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية وصنعوا للناس فزاعة اخرى سميت (فزاعة الهوية الاسلامية) ونجحوا فى هذا المسعى فى تجميع الناس على كلمة (نعم) التى كنت موضع كراهية فى الحياة السياسية المصرية , واعتقد ان هذا التحالف سيستمر فى الفترة القريبة عبر صناديق الانتخابات وستصبح الفزاعة القادمة فزاعة اللبرالين  والعلمانين ليستمر مسلسل الفزاعات عندما تموت فزاعة تصنع الاخرى اننا ندور فى دوائر مفرغة لن نخرج منها الا بأجتماع الكلمة الا وهى حب مصر بعيدا عن اطماع الكراسي الزائلة 
عندما انتهى عصر المعجزات ابتدأ عصر الفزاعات ..عندما نحس بالعجز نلجأ للفزاعة للحصول على مكاسب سياسية معيبة انها لعبة السياسة التى لا تعترف بالأخلاق وفى التفاصيل تسكن الشياطين

يجب ان نتعلم كيف نقرأ تم كيف نحلل ثم كيف نفكر قبل ان نصدر أرائنا ..لا تستسهل التبعيه فأنها وان جعلت منك جندى مطيع لكنها لن نجعل منك ابدا قائد عظيم

هناك 4 تعليقات:

  1. لماذا اتُهمت حركه 6 ابريل بالدعم الخارجي؟

    ردحذف
  2. مدونه رائعه

    ردحذف
  3. لتوضع كأنها فزاعه لالصاق الثورة المصريه بالدعم الخارجى وعلى فكرة لجنه التحقيق من كام يوم نفت عن الحركة هذا الامر وكان على المجلس الاعتزار لها حاجة تانية حكاية التمويل الاجنبى دا حاجة سخيفة ..بقالنا قد اية فى التمويل الامريكى المادى باسم المعونه وطبعا بيكون لها فاتورة دفعناها كتير فى عصر مبارك من الذل والضعف

    ردحذف