عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

السبت، 19 نوفمبر 2011

القــوة الناعمة


الاوطان والشعوب الجغرافيا والتاريخ وجسور التواصل بين هذه وتلك كل هؤلاء يصنعون القوة  التى تصنع امبراطوريات ومن أجل هذا سارت عجله التاريخ فى طرق صعبه ما بين قوه خشنه وقوة ناعمه وعندما تختل أحداهما تفقد تلك الامبراطوريه القوة ومنها تتعرض للضعف ولأوقات للزوال.
وبما أننا دائماً لا نستطيع المرور على التاريخ مرور الكرام وخصوصاً التاريخ العربي والاسلامي فيجب أن نبين نقطه مهمه وهى أن الغرب عندما يذكر الاسلام يأتى مرادفه السيف أى ان الاسلام انتشر بالقوة وهذا مغالط للحقائق ولا يستحق الافاضه قد يكون السيف موجود بالطبع لحماية الحدود الاسلامية من الخطر الرومي والفارسى فى ذلك الوقت ولكن مع التعايش مع تلك الشعوب ونتيجة لروح الايمان والتعاملات الدنيوية والدينية للأسلام انتشر أكثر فأكثر .
تلك هى القوه الناعمه قوة الدين وثباته وروحانياته التى جعلت منه دين يزداد مع الوقت لا يقل فهو دين للدنيا ودين للأخرة دين للشرق ودين للغرب.
أما فى مصر الحديثه فقد لعب رجلين اثنين هذا الدور بنجاح باهر واستطاعوا ان يجعلوا لمصر قوة كبيرة فى المنطقه بل فى العالم اجمع لما امتازوا به من تخطيط منهجى لدور مصر وكيفية حمايتها قبل الحدود بحدود .
الرجل الاول وبالطبع صانع نهضه مصر الحديثه محمد على ومهما تحدثنا عن هذا الرجل وأمتلأت كتب التاريخ لن تعطيه حقه الطبيعى فقد صنع دوله من مكتسباتها وحقق مجدا لنفسه لانه احسن استعمال موارد وقدرات المصريين.
ومع ان محمد على لم يكن مصرياً لكنه وجد فى مصر ضالته التى بحث عنها ليضع فيها كل فكره وعمله ليصنع له تاريخ يضاهى به اكبر قادة الخلافة العثمانيه فى ذلك الوقت .
لقد صنع محمد على جيشاً كبيراً مكنه من السيطره على اجزاء كبيره من العالم العربي والافريقى وصنع لمصر حدوداً حاميه بعيداً بكثير عن حدودها الفعليه.
فقد ذهب لافريقيا لحماية منابع النيل لما تمثله من شريان الحياة للمصريين ونشر جنوده فى تلك البلاد البعيدة وقام بوضع المناهج الدراسية هناك حامله معها الفكر و التاريخ المصرى مما جعل تلك الدول تتعلم اكثر فأكثر اهميه مصر وقد قام بتجنيد جنود منهم فى الجيش لأحتوأهم وجعلهم فى منظومة مصر الحربيه.
كما نشر محمد على جنوده فى الاراضى الحجازيه لحمايه الحجاج المصريين والعرب بعد تهديدات الوهابين بقطع طرق الحج ومنع الحج فى تلك السنين .
كما قام محمد على بحملات كبيرة ومتنوعه لزيادة الرقعة للدوله المصريه منها حملات الشام وللحجاز والسودان واليونان كل تلك الحملات وضعت مصر كدوله عظمى فى المنطقه وفى العالم اجمع.
كم كان هذا الرجل عظيماً فاستحق ان تفرد له كتب التاريخ صفحات ومجلدات كتبت من ذهب تمجيداً لدوره فى بناء دوله قويه وملهمه لمن حولها.
أما الرجل الثاني الذى لعب هذا الدور ولو بشكل اصغر كان الرئيس جمال عبد الناصر ومهما اختلفنا معه فى كثير من الامور لكن لا نستطيع ان نغفل دوره فى تنامى مصر الكبير فى المنطقه .
فقد استخدم جمال عبد الناصر تلك القوة الناعمه  مع جميع شعوب المنطقه وحافظ على علاقات قويه مع افريقيا ودول منابع النيل بل كان عندهم رمزأ كبيراً ما زالت ساحات شوارعهم تحمل اسمه وصوره الى الان .
فقد قدم جمال عبد الناصر الدعم المادى والفكرى لمعظم دول القارة الطامحة للأستقلال والتخلص من الاستعمار مما جعل لمصر دوراً وقيادة فى المنطقة 
كما جعل جمال عبد الناصر من شركات التعمير والبناء التى جابت المنطقة دوراً كبيراً فى ابراز اسم مصر فى المنطقه ومن اهم تلك الشركات شركه النصر التى اسست سنه 1936والتى مكنت لمصر التواجد بشكل كبير فى تلك الدول وكانت عيونها على كل خطر يقترب من مصر .
كما لعبت هذا الدور ايضا شركه المقاولون العرب التى اسست سنه 1955 وكانت رابط قوى لحركة اقتصاديه وسياسية واجتماعية لمصر 
اما بعد جمال عبد الناصر ومع استلام السادات الحكم كانت الامور تسير بشكل طبيعى وكانت النقطه الفاصلة فى تقلص دور مصر الاقليمي ذهاب السادات الى الكنست الاسرائيلى بعد حرب اكتوبر التى قدمت الكثير من الدول العاشقة لمصر الكثير من الخدمات والتضحيات.
اما فى عهد مبارك تقلص دور مصر بشكل لم يسبق له مثيل  فى التاريخ فقد فقدنا افريقيا بشكل كبير واصبح مبارك لا يعطيها أى اهتمام   حتى قيست زياراته الى فرنسا التى وصلت الى عشرين زيارة خلال العشر سنين السابقة ولم يز افريقيا الا مرة واحد هل يعقل ان نفقد سيطرتنا على منابع النيل ونعادي دولها حتى اتهمتنا اثيوبيا بأننا مولنا جماعات مناهضه للحكومه هنالك مما زاد من تدخل اسرائيل هناك؟!
اما حدودنا مع فلسطين فقد تركناها لاسرائيل تعبث بها بل زاد الامر بأن جعلت اسرائيل من مبارك السياج الاخر من سجن كبير فى حصار غزة بدلاً من ان ندعمهم ليكونوا حائط الصد الاول لنا تجاه اسرائيل .
لقد تقلص دول مصر واصبحت اصغر فأصغر ولو قسنا انفسنا بدول المنطقة الكبرى سنجد اننا اصبحنا فى المؤخرة بعد تركيا وايران لأن كل منهم له قوته الناعمه المنتشرة والحاميه لها خارج حدودها.
فنجد ان تركيا لها قوه كبيره فى البلقان والجمهوريات التركمانيه وقبرص ودوراً كبير فى المنطقه العربيه نتيجه للارث التاريخى للخلافة العثمانية .
 أما ايران فقد صنعت لها دروع واقيه وقوة ناعمه متمركزة خارج حدودها من السعوديه للعراق للبحرين لليمن للبنان لفلسطين, ليس للترابط المذهبي فقط ولكن لدعمها القوى لتلك القوه التى سيكون لها دور ان تعرضت ايران للخطر.
ويجب ان نعلم كيف فعل مبارك بنا ولنا فى مقولته الشهيرة بعد حرب الكويت ( لن يخرج جندياً مصرياً خارج حدودنا مره اخرى) لنعلم كيف وصلنا , بل الاسوء اننا لم نعد نملك قوة ناعمه فى مكان حتى وصل به الامر بان فقدنا قوتنا الداخليه من معاداه للأهل سيناء واتهامهم المستمر بالعماله لاسرائيل الى اهل مطروح ومنعهم من اداء الخدمه العسكريه الى تهميش اهل النوبه , اصبحنا من دوله لها حدود خارج حدودها ومحبين ومؤيدين الى دوله تكثر فيها العصبيات والقبليات والاقليات , لقد تضألنا حتى اصبحنا نخشى على انفسنا داخل حدودنا هذا هو مبارك الذى فعل بمصر تلك الكوارث وجعلها فريسه سهله فى المنطقه والغريب أن نجد اناس يصفونه بالرجل الحكيم ورجل السلام وهل الضعف حكمه والذل سلام ؟!
 لن يقوم لمصر دور الا بعودتها لقوتها الناعمه فى المنطقه ويجب ان نستغل ثورة يناير بعودة مصر لوضعها الطبيعى فى المنطقة




هناك تعليق واحد:

  1. هل بالفعل فقدت مصر قوتها الناعمة ام مازالت لها قوة ناعمة؟
    شارك برأيك

    ردحذف