عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الخميس، 10 نوفمبر 2011

أعلام صنع دول واسقط أخرى



منذ بداية البشرية وظهور الحياة لعبت الاصوات البشرية والحيوانية دوراً لمعرفة الحياة وطبيعتها ومعرفة كل شيء على حدا ودائماً خلق الله _ عز وجل _ الاشياء على طبيعتها الخيرة لكن الانسان يغير الاشياء ليستخدمها بطرق تخدم مصالحة الشخصية بعيداً عن مصالح الاخرين.
هذة  المقدمه التى بدأت بها لأعبر بها  لهذا الموضوع المهم فى حياتنا الا وهو دور الاعلام من حيث التأثير على الاحداث وصنع ونقل الحدث واحداث الفارق بين الحقيقه والخيال .
لقد لعب الاعلام دوراً كبيراً فى احداث الفارق وان كان فى جوهرة فارق وهمي فى معظم الاحداث لكنه مثل نقطة تحول وتغيير كبير فى مجرى التاريخ.
وللرجوع للخلف عبر اروقة التاريخ نجد كيف لعب الاعلام وان كان بشكلة البدائى دوراً فى حياة العرب فنجد ان الحرب التى دارت رحاها بين قريش والمسلمين كان للاعلام دوراً كبيرا فيها فمنذ بداية الصراع استغل فيها الكفار مجموعة من اشاعة المعلومات الكاذبة والخادعة لبث حالة من الضعف عند المسلمين وظهر هذا جلياً فى معركة أحد عندما اشاع الكفار خبر كاذب عن مقتل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لاضعاف صفوف المسلمين ونتج عن هذا بعد الهرج والمرج فى صفوفهم لكن سرعان ما تحول هذا الى اصرار اكبر الى الاخذ بالثأئر والموت فى سبيل الاسلام .
وهذا ايضا ما حدث فى صلح الحديبة عندما اشاع الكفار عن مقتل عثمان بن عفان _ رضى الله عنه_ فما كان من المسلمين الا ان اذدادوا اصراراً وبايعوا الرسول تحت الشجر بما يعرف _ ببيعة الرضوان _ وكانت يد الله_ عز وجل فوق ايديهم .
هذا شيء واضح وممكن بين الفرقاء لكن الخطر الاكبر هو ما يحدث من داخل الجماعة الواحدة فعندما اعلن عبد الله بن ابي بن سلول اسلامه الخادع وتخفى داخل الاسلام ليعمل على اضعاف الدوله الاسلامية الناشئة فى المدينة واشاع اخطر حدث فى هذا الوقت الا وهو حادثة الافق التى تعرضت له السيدة عائشة _ رضى الله عنها_ , واحدثت هذة الاشاعة دوراً كبيرأ فى احداث حالة من الجدل غير المرضى والمخيف لولا رحمه الله بالمسلمين بأن برئ السيدة الطاهرة من فوق سبع سموات .
وبعد مرور السنوات تغير اسلوب الاعلام من الاعلام الشفوي الى نوعا اخر اكثر حداثه ففى اثناء الحروب تحولت الحروب الاعلامية الى اساليب اخرى ومنها القاء منشورات عبر الطائرات على الشعوب والجنود تدعوهم للتسليم وان لا فائدة من المقاومة وذلك لبث حالة من عدم الثقة فى النفس وفى جيشهم .
ومع ظهور البث الاذاعي تغير اسلوب الحروب الاعلامية فنجد ان الدول استخدمت الاذاعة خير استعمال فنجدها كانت تعمل على
زيادة بث إذاعتيها على اذاعة المنافس ومنها تبث المعلومات الخادعة التى تعمل على نفس الغرض الدائم وهو بث روح الانهزامية قبل واثناء الحروب.
اما اذا اتجهنا الى مصر فنجد ان مصر كانت من اوائل دول المنطقة التى اهتمت بالاعلام وظهرت فيها الاذاعات الكثيرة والمتنوعة التى حملت افكار وثقافات الشعب المصرى عبر الاثير كي تنقلة الى باقى الدول الاخرى وكان لهذا العمل الاثر الكبير فى تعاظم دور مصر الاقليمى 
ومع قيام ثورة 1952 ومع ظهور التلفزيون فى العالم فكرت الدوله فى ادخالة الى مصر ودخل بالفعل ولعب دوراً كبيرا فى فرض تقافة الثورة وحكم العسكر على الناس , لكن الاعلام المصرى وان حمل بعد الزيف اثناء حكم عبد الناصر فلم يكن قوياً بالدرجة الكبيرة
و كان المحك الرئيسي مع نكسة يونيو 67 الذى مثل الاعلامي المصري قمة الزيف والخداع على الشعب ومن يومها هذا اصبح موضع شك وريبة من جميع افرادة.
واستمر الاعلام على هذا النهج فى عهد السادات لانه وببساطة مثل حالة من الكذب الممنهج على الشعب وبتالى استمر هذا فى عهد مبارك لكن بقوة اكثر معتمداً على عدم وجود وسائل اخرى للشعب يتنفس منها الاخبار وبشكل حيادى .
وعندما ظهرت الفضائيات وثقافة السماء المفتوحة وجد نظام مبارك فى هذا المجال توسعاً اقتصاديا كبيراً ولم ينظر ولم يعلم ان تلك الفكرة كانت بداية اول مسمار فى نعش نظامة البائد .
والغريب فى الامر ان مع بداية ظهور النيل سات فى سماء الاعلام ظهرت وفى توقيت قريب قناة الجزيرة القطرية التى مثلت تغيراً جوهريا فى الفكر الاعلامى العربى بل الاعلام العالمي فلقد تفوقت القناة على نظائرها فى العالم امثال CNNو BBC ومع اختلاف  البعض مع القناة اوقات لكنها كانت بمثابة الرئة المتنفسة الوحيدة للشعوب المقهورة .
وارى ان العجيب فى الامر ان قناة الجزيرة صنعت دولة اسمها قطر فقد نجحت الدوله بأموالها الكبيرة فى صنع كيان قوى ناطحت به وبقوة اكبر الكيانات فى المنطقة والغريب فى الامر ان النظام السابق وضع نفسة وبسياستة المزيفة فى مقارنة بينه وبين دوله قطر التى لا تزيد مساحتها ولا عدد سكانها اقل مدينة فى مصر الا يكفى هذا  لنعلم كيف وضعنا هذا النظام فى هذا الركن الضيق بعد ان كانت مصر اكبر دوله فى المنطقه بدورها الرائد فى كل شيء؟!
اما مع ظهور بعض القنوات المصرية الفضائية والتى حركت ولو بشكل قليل المياة الراكدة لكنه بقيت فى دوائر مفرغة لا تستطيع ان تخرج منها نتيجة للقبضة الامنية المحكمة عليها
وقامت بعض القنوات المصرية الخاصة برجال الاعمال المنتمين ولو بشكل غير واضح للنظام السابق بوضع السم فى العسل وعلى قوائم هذه القنوات قناة لحياة التى يمتلكها السيد البدوى رئيس حزب الوفد هذا الحزب الذى يجب ان يوضع فى متحف السياسة . ولنا ان نرى كيف تلعب هذه القناة المدعومة من النظام السابق هذا الدور, ولنا ان نعلم ايضاً كما كان يقال ان السيد البدوي كان له روابط قوية مع رئيس امن الدوله السابق وانه ايضا قام بشراء جريدة الدستور التى كانت من اكبر الجرائد المعارضة للمبارك وقام البدوى بطرد ابراهيم عيسى منها وبعدها اصبحت الجريدة مثلها مثل الجرائد الاخرى ,اما الان ظهر الحزب بثوبه الجديد الشكل وفد والمضمون فلول.
كما تلعب هذا الدور ايضا قناة العربية المدعومة من الحكومة السعودية التى مثلت دور البوق للنظام فى اثناء الثورة وبعد الثورة وكل ما يهم القناة هو ابراز كل المشاكل التى تتعرض لها مصر لتصل رسالة الى شعبها ..... (هذا ما جنته مصر من الثورة).  
وظل الاعلام الحكومى قبل وأثناء وبعد ثورة يناير يلعب نفس الدور الا وهو التعايش مع اي  سلطه جديدة متماشياً مع المقوله الشهيرة ( عاش الملك مات الملك)  لان الاعلام المصري الحكومي وببساطة يضم بداخلة اعلاميون يفتقدون فى اغلبهم للضمير المهنى وظهر هذا جالياً مع احداث ماسبيرو الاخيرة وكيف لعب الاعلام دوراً فى سكب النار على الزيت واثارة روح الفتنة بين المصريين,هؤلاء من يضيعون دولهم لانهم اضاعوا ضمائرهم.
 ومن هنا نجد ان الاعلام يستطيع ان يصنع دوله ويستطيع ايضاً ان يهدم اخرى وتكفى تلك المقولة الشهيرة لانهى به هذا المقال....................

اعطينى اعلامين بلا ضمير ..اعطيك شعباً بلا وعى ..... جوزيف جويلز وزير إعلام ألمانيا فى عهد هتلر



هناك تعليق واحد:

  1. هل للأعلام دور فى صنع الاحداث ام هو فقط ناقل للأحداث؟

    ردحذف