عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

لعنه الكرسي بين الماضى والحاضر


كان كرسي الحكم ومازال يحمل بريقاًً يخطف العقول والقلوب ولم يعرف التاريخ الا القليل ممن زهدوا هذا الكرسي ونال منه التاريخ الاسلامي والعربي الكثير من المتناقضات.

 فكان رسول الامة الصادق الامين محمد _ صلى الله عليه وسلم_ الذي حمل على كاهله الرساله ولم يعلم عن هذا الكرسي شيء واكثر ما فعلة اصحابة بأن صنعوا له متكئأ من القش يطأ علية جسده الشريف, وجاء الصديق ابو بكر الذى ظل واقفاً ضد المرتدين ومانعي الزكاه حتى استقامت الامه على الوجه الصحيح , ثم جاء الفاروق عمر الذي جعل من العدل حياة فنام تحت الشجرة لا يخشى الا الله
 ثم جاء من بعده  عثمان _ رضى الله عنه_ ليتوسع فى رقعه الإسلام شرقاً وغرباً ويضحي بماله من أجل هذا الدين فمات بين صفحات الكتاب الحكيم  , وأكمل علي كرم الله وجهه ما بدأة عثمان فكان فى سيفه القوة وفى لسانه البيان فكان ممن يحبهم الله ورسوله, هؤلاء ممن لم يعلموا عن المناصب ولا الكراسي شيء إنما ارادوا طاعة الله وصلاح الامة فنالوا الرضى والرضوان من رب الارض والسماء .

لكن الامر لم يدم على هذا الحال فعندما طمع معاوية فى الكرسي ورصعه بالغالي والنفيس جذبه الكرسي اليه فأصبح كالنداهه التى تسلب العقل والقلب فأراد ان يورثه لابنه فكانت بدايه الدماء التى تراق على كرسي الحكم ومن يومها لم ينعم هذا الكرسي بالراحة فكان الابن يقتل أبيه والاخ يقتل اخيه انه لعنة الكرسي الذي ذهب بالعقول .
أما فى مصر القديمه تجسدت اطماع الكرسى على نحو اسطوري ولنا فى قصة
(توت عنخ امون) الذى لم يشفع له صغر سنه امام قاتلية مدام كرسى الحكم مزين امام اعينهم.
أما فى العصر الحديث لم يختلف الامر كثيراً واستمرت لعنه الكرسي فمنذ بداية حكم  محمد علي والذي اخذة الكرسي وطموحاته التى كانت بلا سقف بأن ناطح الجميع فتأمر علية الجميع وجعلوة يتنازل عن حكم مصر لابناءة واصبحت مصر ميراث خاص لابناء محمد على تجسد هذا القول عندما وقف أحمد عرابى فى قصر عابدين امام
الخديو توفيق مقدما له بعض الطلبات التى تخدم مصر فما كان رد الخديو توفيق له :( كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا) 'فما كان رد عرابى له قائلاً: (لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله الا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم).
واستمر هذا الميراث الى أن وصل الى الملك فاروق والذى انتزع منه العسكر الكرسي منهين هذا الايرث التاريخى وتم نفية خارج البلاد لتعود أسرة محمد علي الى خارج مصر كما بدأوا اول مرة فلم يكونوا مصريين رغم كل ما قدموة لتلك البلاد لكنهم نسوا ان مصر ليست ملكاً لأحد.
 ثم مع حكم العسكر لم يختلف الامر كثيراً وانتقلنا من ورث الملكية الى ورث العسكر ؛ فمع حكم محمد نجيب وبعد ازالة الملك فاروق من على كرسى الحكم  حمله نفس الكرسى الى الاقامه الجبريه والتى جعلت منه فى منفى بعيداً عن الانظار حتى توفاه الله ولم تعلم اجيال من هو او حتى انه حكم مصر فى يوم من الايام .

  وعبد الناصر الذى كان محور الجدل الكبير والمؤثر فى العالم العربى بل فى العالم بأسره والذى ثارت الشبهات بمقتله مسموماً وان لم تُعلم حقيقه موته حتى الان فى تضارب الاقوال والوقائع ليصبح التاريخ مسرح كبير تلعب فيه الادوار والاحداث وان غاب عنه الابطال.
الى السادات الذى حمله غرور الكرسي بعد ان حقق انتصار ولا افضل فى المعارك الحربية الحديثه الى ان يلقى حتفه بين جنوده وبنفس السلاح الذى حارب به وهو فى قمه مجده.


ثم مبارك هذا الذى حمله الكرسي من قمه الحكم والذى دام اكثر من ثلاثين سنه لم تشفع له السنين التى بتأكيد تصبح حروف أو بعض السطور فى سجلات التاريخ الطويل الذى لن ينسى مشهد صورته وهو فى قفص الاتهام ينتظر رأى العداله وان كنا دائماً ننتظر عداله السماء أن تسود.
وبعد ثورة يناير أصبح الكرسي شاغراً ورغم ما أحيط به من لعنات لكن عشاقة وموردية لم ولن ينظروا لتلك الامور.
فنجد ان المجلس العسكري وبعد ان سلمه مبارك الامور ولو بشكل مؤقت  وكأن الكرسي اصبح ميراث خاص للمؤسسه العسكريه؛ نجد ان الكرسي ببريقة الخاص قد  جذب العسكر اليه وتذايدت اطماعهم فيه رغم كل الوعود البراقة التى كانوا يطلقونها بعد الحين والاخر بتسلميهم الامور لسلطة مدنية منتخبه وبالفعل تمت انتخابات كانت اول انتخابات نزيهه كما أكد الكثير من المراقبين للعملية الانتخابية وتحت ارادة وعيون المؤسسة العسكرية وتولى محمد مرسى الحكم هذا
الحلم الكبير لجماعة الاخوان المسلمين منذ اكثر من ثمانين سنه لكن الامر لم يدم اكثر من سنه وانقلب العسكر عليه ووضع فى غياهب السجن ليصبح كرسى الحكم شاغراً منتظراً شخصاً اخر ولعنه اخره من لعناته التى لم يسلم منها إلا القليل .
  انها لعنه الكراسي التاريخيه من تلك الدماء الملطخه عليه من عشاقه ومورديه.


هناك 5 تعليقات:

  1. هل الكرسي بالفعل له لعنه ام هو عشق خاص يمتلك من يجلس عليه؟
    شارك برأيك

    ردحذف
  2. لو كان هناك لعنه للكرسي لأثرت هذه اللعنه في كل من يجلس عليه لكننا راينا مثلا :عمر بن عبد العزيز عندما جلس علي الكرسي بكي،ومع ذلك ملأ الارض عدلا وترك الكرسي علي فراش موته راضيا لربه وابكاه الجميع..فكاننا نقول انه هو الذي لعن الكرسي فالعبره بمن عليه.

    ردحذف
  3. هذا لايمنع من ان عنوانك للمدونه رائع ويحمل الكثير من المعانى..

    ردحذف
  4. كان كرسي الحكم ومازال يحمل بريقاًً يخطف العقول والقلوب ولم يعرف التاريخ الا القليل ممن زهدوا هذا الكرسي ونال منه التاريخ الاسلامي والعربي الكثير من المتناقضات
    ذكرت ان القليل جدا ممن زهدوا هذا الكرسي كما اللعنه هنا لمن امتلكهم الكرسى وليس من امتلكهم حب الخير

    ردحذف
  5. كما ان عمر بن عبد العزيز لم يسلم من سموم الكرسي ومات كم اكدت الكثير من المصادر مسموماً اى ان الامثلة كما وردنا تحمل المتناقضات منهم من كان مثال جيد لكنه لم يسلم من لعنة الكرسى نفسة وليس من لعنات شرور الشخص

    ردحذف