أخي وراء الحدود ينزف
و أنا بالقرب أصرخ أهتف
أمد يدي فتصرخ فيها الريح تعصف
أخطو الخطوة والخطوتين أتداعى مشجوج الجبين
فهذي قدمي شدوا وثاقها و بإحكام إلى وتد تم متين
أأنهال على الوتد الصلد فأكسر أم أكسر رجلي أم أبقى مكاني أهتف
أهتف.....
أخي وراء الحدود ينسف
و أنا إلى جوار الخيام أتحسر آسف
أجيء و أغدو في قيودي أدلف
فأعثر في ساق السكون اللعين
و على ألسني شلت عبارات الرفض الدفين
أ أنهال على الوتد فأكسر أم أكسر رجلي أم أبقى مكاني ثم أهتف
أهتف........
أخي وراء الحدود حشروا رأسه السامق في ثغر المقصلة الحاد يقطف
و ينظرني أخي بعينيه الشاخصتين التي لا تطرف
تعاتبني تزرع في جوفي الندم يبكيني فأذرف
و بالحلق تم قرفصت غصة من الأنين
و فوق مفرقي هالة الخزي تدلت و الذل تأرجح من فوق جييني
أ أنهال على الوتد الصلد فأكسر أم أكسر رجلي أم أبقى مكاني ثم أهتف
أهتف..........
أخي وراء الحدود كشطوا جلده الأسمر ثم ببحر من دماء يشطف
يقدد لحمه الفتي و فوق سدرة شعثاء نثروه يجفف
سأجثو على الوتد كيما أعالج قساوته، يأنف
أجتثه يغوص بأوحال و بالطين
أمزق الأوثاق بين أضراسي، قد مزق الأحشاء لهفي و حنيني
سوف أمضي فجنبي حيثما ألقيت يألف
و شفاهي من مرير القهاوي رشفت و سترشف
سأمضي فذلكم أخي خلف الحدود جرحه ينزف
فما جدوى الصوت وراء الحدود جف إذ يهتف
و القلب ما جدواه إن مكانه ذاب مشفقا يرأف
و وتد ما جدواه إذا انهارت خيامه و تسنهت بمخزنها حبات تين
سأمضي شامخ الأنف مرفوع الجبين
فالموت بجنب أخي أبقى من العيش، العيش المهين.
وهيبة سالمي/ شاعرة ورسامه مغربية
hibasalmi.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق