عناوين المواضيع

اعلن على الصفحة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 17 نوفمبر 2011

جدلية الدوله


حالة من الجدل الدائر حول شكل  الدولة دينية أم مدنية وهذا شيء يثير الكثير من التشويه للأفكار التي لم تنضج بالفعل فنجد  أن اناس يحاصرون الأفكار التي مازلت في حضانة الثورة بمبدأ أن مدنية الدولة هي أن تصبح كافرة أو أن تبتعد على نهج الإسلام ولا أعلم كيف أتوا بهذه الأفكار البعيدة عن الواقع الإسلامي والواقع المصري بطبيعة الحال وطبيعة التاريخ؟
 فالشعب المصري هو شعب متدين بالفطرة حملت جيناته تلك الصفة منذ بداية وجود المصري منذ ألآف السنين
 فنجد انه في عصوره الأولى ظهر اخناتون ليدعو إلي الوحدانية تاركاً الحياة الدنيوية وتفرغ لهذا الهدف السامي وجاء إبراهيم _عليه السلام_ مصر وتزوج من السيدة هاجر التي أنجبت له إسماعيل الذي يرجع نسب نبينا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ اليه .
 ثم جاء يوسف من غياهب البئر إلى أن ملكه الله في مصر ملكاً كبيراً, ثم جاء موسي من نهر النجاة إلى بحر الهلاك لفرعون ومن معه , ثم أتت العائلة المقدسة إلى مصر التي أصبحت ملاذاً امن للسيدة مريم وطفلها السيد المسيح_ عليهم السلام_ , ثم تعرض المسيحيون للاضطهاد وللإبادة على أيدي الرومان فدخل المسلمون ليفتحوا مصر وليخلصوا المسيحيين من هذا الهلاك وبفعل أخلاق الإسلام تحولت مصر من دوله قبطية إلى دوله إسلامية ...
لم يفلح يوما كل الاستعمار الأجنبي أن يمحو من مصر تلك الصفة العظيمة التدين والإسلام حتى الهوية العربية فنجد أن مصر تعرضت لكثير من الاستعماربدايه من الاستعمار الانجليزي الذي ظل أكثر من ثمانين سنه حاولوا فيها أن يغيروا معالم الدين والهوية العربية ولم يستطيعوا, وكذلك لم تفلح الحملة الفرنسية وخيول نابليون التي استباحت الأزهر فذهبت خيول نابليون به إلى منفاه وأصبح الأزهر معلم الفكر الإسلامي في العالم
ولنا أن نسأل أنفسنا سؤال جوهري الم يكون بناء الازهر فى عهد الدولة الفاطمية ليحمل المذهب الشيعى فذهبت الدوله الفاطمية وبقى الازهر ذلك المعلم السني الكبيرفى العالم اجمع .

ثم جاء الغزو اليهودى لسيناء فكان النصر فى شهر رمضان متمسكين بأواصل الايمان مرددين الله اكبر
والجدير بالأهتمام ان مع قدم الشعب المصري الذى يصل الى سبعة الاف سنه مع ذلك كله اكدت الدراسات ان الدين فى مصر لم يتغير طيله تلك السنين الا مرتين ولم تتغير اللغة ايضاً الا مرتين ومع مقارنته بشعوب اخرى نجد ان الشعب البريطاني مثلا والذى لا يتجاوز تاريخة ابعد من ألفي سنه تغير الدين خلالها مرتين واللغة الى اربع مرات على الاقل , أما اسبانيا الذي يرجع تاريخها الى اكثر من الفين سنه تغير فيها الدين ثمان مرات واللغه ست مرات .
هذا تارخ مصر الذى يثبت ان مهما تتعرض له من ازمات وكوارث تحافظ على كيانها وهويته العربية والاسلامية
وعندما ننظر للإسلام بوجه عام ونرى هل كانت الدوله دينية ام مدنية وهل مثل هذا الاختلاف كما يراه البعض  مشكله للدوله الاسلامية على مر العصور؟
فنجد إن الإسلام أقام دولته على المؤسسية التى هى أهم أسس الدولة المدنية، فقد نجح الرسول الكريم محمد- صلى الله علية وسلم- فى أن يرسخ دولة المؤسسات، وأن يهيكل حكومته على اختيار الأصلح، ورسخ مبدأ الشورى الملزمة التى لا تختلف مع معانى الديمقراطية الحالية، وخلّص العرب من العشوائية السياسية والقبلية التى تتنازع على أتفه الأسباب، وكلنا يعلم كيف كانت أحوال العرب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا قبل بعثة الرسول الكريم.
إن التشريع الإسلامى وضع نظاما متكاملا لأسس الحياة، ووضع الخطوط العريضة للتعاملات، ورسخ المبادئ والأخلاقيات التى ترتفع وتسمو بالإنسانية، وأعطى الفرص للبشر أن ينظموا حياتهم بما يتناسب مع تطورات العصر، فالتشريعات الملزمة مثل الحدود والفرائض والحلال والحرام لا تزيد على نسبة 40 % من مجريات الحياة، بينما نجد أن هناك 60 % من تنظيمات الحياة البشرية، تقع تحت مظلة المصالح المرسلة التى ترك الله لعباده تنظيمها بالطبع بما لا يخالف مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.
كما أقر الإسلام الحرية الشخصية بمختلف درجاتها، لكنها مشروطة بالحفاظ على حرية الآخرين، ومبادئ المجتمع التى يتبناها، كما يقر المشروع المدنى الإسلامى حرية الاعتقاد ومبدأ المواطنة، فها هو النبى الكريم منذ اللحظه الأولى يحافظ على النسيج الوطنى لدولته بالمدينة ويوقع وثيقة مدنية من الطراز الأول، أقرت حقوق المخالفين له فى الاعتقاد، ووقع معاهدات مع اليهود من أجل دمجهم فى المشروع المدنى الإسلامى الذى تمتعوا من خلاله بكل مبادئ المواطنة، وظل المسلمون محافظين على عهودهم حتى نقض اليهود عهودهم.

 ويقف عمر بن الخطاب أمام بيت المقدس على أرض فلسطين ليكتب لهم الأمان الذي يسمى في التاريخ بالعهدة العمرية، قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيليا -أي: أهل بيت المقدس- من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم، فكنائسهم لا تسكن ولا تهدم، ومن أراد من أهل إيليا أن يخرج فعليه الأمان حتى يبلغ مأمنه، على ما في هذا العهد أقر عمر، فعليه ذمة الله ورسوله والخلفاء والمؤمنين).
كما أقر المشروع المدنى الإسلامى الحرية العلمية، ولاقى العلماء فى ظل هذا المشروع كل المساعدة والتقدير، فما سمعنا عن عالم قُتل بسبب اختراع له كما فعل الغرب مع علمائه فى العصور المظلمة، لكن سمعنا عن الخلفاء الذين وصل تشجيعهم للعلماء، أن تصل عطاياهم لهم لأن توزن مؤلفاتهم بالذهب كما حدث فى العصر العباسى الثانى، بل أقر النبى الكريم هذه الحرية بموقفه من أمر النخيل فى المدينة؛ حيث استشاروه وأمرهم الرسول بمعالجة للنخيل تخالف معالجتهم المعتادة، وعندما لم تأت الثمار المطلوبة؛ علمهم النبى درسا مهمَّا أقر به الحرية العلمية؛ حيث أطلق الرسول كلمته المشهورة «أنتم أعلم بشؤون دنياكم» أى فتح باب الاجتهاد العلمى على مصراعيه أمام المسلمين، وطالبهم بتفعيل نعمة العقل.
أن مصر هي تلك العصور التي دائما ما حملت التواصل ولم تتغير, وإن الاسلام هو هذا الدين الذى يكمن فى  داخل كل مصري قد لا تظهر معالمه الشكلية اوقات لكنه يبقى بتعالمه الخالدة باقية ومتوهجة, وفى وقت الخطر تتحرك كل جوارحنا كي ننتصر له وبه .


الخميس، 10 نوفمبر 2011

أعلام صنع دول واسقط أخرى



منذ بداية البشرية وظهور الحياة لعبت الاصوات البشرية والحيوانية دوراً لمعرفة الحياة وطبيعتها ومعرفة كل شيء على حدا ودائماً خلق الله _ عز وجل _ الاشياء على طبيعتها الخيرة لكن الانسان يغير الاشياء ليستخدمها بطرق تخدم مصالحة الشخصية بعيداً عن مصالح الاخرين.
هذة  المقدمه التى بدأت بها لأعبر بها  لهذا الموضوع المهم فى حياتنا الا وهو دور الاعلام من حيث التأثير على الاحداث وصنع ونقل الحدث واحداث الفارق بين الحقيقه والخيال .
لقد لعب الاعلام دوراً كبيراً فى احداث الفارق وان كان فى جوهرة فارق وهمي فى معظم الاحداث لكنه مثل نقطة تحول وتغيير كبير فى مجرى التاريخ.
وللرجوع للخلف عبر اروقة التاريخ نجد كيف لعب الاعلام وان كان بشكلة البدائى دوراً فى حياة العرب فنجد ان الحرب التى دارت رحاها بين قريش والمسلمين كان للاعلام دوراً كبيرا فيها فمنذ بداية الصراع استغل فيها الكفار مجموعة من اشاعة المعلومات الكاذبة والخادعة لبث حالة من الضعف عند المسلمين وظهر هذا جلياً فى معركة أحد عندما اشاع الكفار خبر كاذب عن مقتل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لاضعاف صفوف المسلمين ونتج عن هذا بعد الهرج والمرج فى صفوفهم لكن سرعان ما تحول هذا الى اصرار اكبر الى الاخذ بالثأئر والموت فى سبيل الاسلام .
وهذا ايضا ما حدث فى صلح الحديبة عندما اشاع الكفار عن مقتل عثمان بن عفان _ رضى الله عنه_ فما كان من المسلمين الا ان اذدادوا اصراراً وبايعوا الرسول تحت الشجر بما يعرف _ ببيعة الرضوان _ وكانت يد الله_ عز وجل فوق ايديهم .
هذا شيء واضح وممكن بين الفرقاء لكن الخطر الاكبر هو ما يحدث من داخل الجماعة الواحدة فعندما اعلن عبد الله بن ابي بن سلول اسلامه الخادع وتخفى داخل الاسلام ليعمل على اضعاف الدوله الاسلامية الناشئة فى المدينة واشاع اخطر حدث فى هذا الوقت الا وهو حادثة الافق التى تعرضت له السيدة عائشة _ رضى الله عنها_ , واحدثت هذة الاشاعة دوراً كبيرأ فى احداث حالة من الجدل غير المرضى والمخيف لولا رحمه الله بالمسلمين بأن برئ السيدة الطاهرة من فوق سبع سموات .
وبعد مرور السنوات تغير اسلوب الاعلام من الاعلام الشفوي الى نوعا اخر اكثر حداثه ففى اثناء الحروب تحولت الحروب الاعلامية الى اساليب اخرى ومنها القاء منشورات عبر الطائرات على الشعوب والجنود تدعوهم للتسليم وان لا فائدة من المقاومة وذلك لبث حالة من عدم الثقة فى النفس وفى جيشهم .
ومع ظهور البث الاذاعي تغير اسلوب الحروب الاعلامية فنجد ان الدول استخدمت الاذاعة خير استعمال فنجدها كانت تعمل على
زيادة بث إذاعتيها على اذاعة المنافس ومنها تبث المعلومات الخادعة التى تعمل على نفس الغرض الدائم وهو بث روح الانهزامية قبل واثناء الحروب.
اما اذا اتجهنا الى مصر فنجد ان مصر كانت من اوائل دول المنطقة التى اهتمت بالاعلام وظهرت فيها الاذاعات الكثيرة والمتنوعة التى حملت افكار وثقافات الشعب المصرى عبر الاثير كي تنقلة الى باقى الدول الاخرى وكان لهذا العمل الاثر الكبير فى تعاظم دور مصر الاقليمى 
ومع قيام ثورة 1952 ومع ظهور التلفزيون فى العالم فكرت الدوله فى ادخالة الى مصر ودخل بالفعل ولعب دوراً كبيرا فى فرض تقافة الثورة وحكم العسكر على الناس , لكن الاعلام المصرى وان حمل بعد الزيف اثناء حكم عبد الناصر فلم يكن قوياً بالدرجة الكبيرة
و كان المحك الرئيسي مع نكسة يونيو 67 الذى مثل الاعلامي المصري قمة الزيف والخداع على الشعب ومن يومها هذا اصبح موضع شك وريبة من جميع افرادة.
واستمر الاعلام على هذا النهج فى عهد السادات لانه وببساطة مثل حالة من الكذب الممنهج على الشعب وبتالى استمر هذا فى عهد مبارك لكن بقوة اكثر معتمداً على عدم وجود وسائل اخرى للشعب يتنفس منها الاخبار وبشكل حيادى .
وعندما ظهرت الفضائيات وثقافة السماء المفتوحة وجد نظام مبارك فى هذا المجال توسعاً اقتصاديا كبيراً ولم ينظر ولم يعلم ان تلك الفكرة كانت بداية اول مسمار فى نعش نظامة البائد .
والغريب فى الامر ان مع بداية ظهور النيل سات فى سماء الاعلام ظهرت وفى توقيت قريب قناة الجزيرة القطرية التى مثلت تغيراً جوهريا فى الفكر الاعلامى العربى بل الاعلام العالمي فلقد تفوقت القناة على نظائرها فى العالم امثال CNNو BBC ومع اختلاف  البعض مع القناة اوقات لكنها كانت بمثابة الرئة المتنفسة الوحيدة للشعوب المقهورة .
وارى ان العجيب فى الامر ان قناة الجزيرة صنعت دولة اسمها قطر فقد نجحت الدوله بأموالها الكبيرة فى صنع كيان قوى ناطحت به وبقوة اكبر الكيانات فى المنطقة والغريب فى الامر ان النظام السابق وضع نفسة وبسياستة المزيفة فى مقارنة بينه وبين دوله قطر التى لا تزيد مساحتها ولا عدد سكانها اقل مدينة فى مصر الا يكفى هذا  لنعلم كيف وضعنا هذا النظام فى هذا الركن الضيق بعد ان كانت مصر اكبر دوله فى المنطقه بدورها الرائد فى كل شيء؟!
اما مع ظهور بعض القنوات المصرية الفضائية والتى حركت ولو بشكل قليل المياة الراكدة لكنه بقيت فى دوائر مفرغة لا تستطيع ان تخرج منها نتيجة للقبضة الامنية المحكمة عليها
وقامت بعض القنوات المصرية الخاصة برجال الاعمال المنتمين ولو بشكل غير واضح للنظام السابق بوضع السم فى العسل وعلى قوائم هذه القنوات قناة لحياة التى يمتلكها السيد البدوى رئيس حزب الوفد هذا الحزب الذى يجب ان يوضع فى متحف السياسة . ولنا ان نرى كيف تلعب هذه القناة المدعومة من النظام السابق هذا الدور, ولنا ان نعلم ايضاً كما كان يقال ان السيد البدوي كان له روابط قوية مع رئيس امن الدوله السابق وانه ايضا قام بشراء جريدة الدستور التى كانت من اكبر الجرائد المعارضة للمبارك وقام البدوى بطرد ابراهيم عيسى منها وبعدها اصبحت الجريدة مثلها مثل الجرائد الاخرى ,اما الان ظهر الحزب بثوبه الجديد الشكل وفد والمضمون فلول.
كما تلعب هذا الدور ايضا قناة العربية المدعومة من الحكومة السعودية التى مثلت دور البوق للنظام فى اثناء الثورة وبعد الثورة وكل ما يهم القناة هو ابراز كل المشاكل التى تتعرض لها مصر لتصل رسالة الى شعبها ..... (هذا ما جنته مصر من الثورة).  
وظل الاعلام الحكومى قبل وأثناء وبعد ثورة يناير يلعب نفس الدور الا وهو التعايش مع اي  سلطه جديدة متماشياً مع المقوله الشهيرة ( عاش الملك مات الملك)  لان الاعلام المصري الحكومي وببساطة يضم بداخلة اعلاميون يفتقدون فى اغلبهم للضمير المهنى وظهر هذا جالياً مع احداث ماسبيرو الاخيرة وكيف لعب الاعلام دوراً فى سكب النار على الزيت واثارة روح الفتنة بين المصريين,هؤلاء من يضيعون دولهم لانهم اضاعوا ضمائرهم.
 ومن هنا نجد ان الاعلام يستطيع ان يصنع دوله ويستطيع ايضاً ان يهدم اخرى وتكفى تلك المقولة الشهيرة لانهى به هذا المقال....................

اعطينى اعلامين بلا ضمير ..اعطيك شعباً بلا وعى ..... جوزيف جويلز وزير إعلام ألمانيا فى عهد هتلر



الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

ابن سلول وزمن المتحولون





كانت (يثرب) مليئة بالمشاكل تعمها العصبية وتشرذم الكلمة والناس وكانت تنقسم بين الأوس وبين الخزرج وكان بينهم ما كان وفى تلك
 الإثناء كان (عبد الله بن أبي ابن سلول) يستعد لينصب نفسه أميرا على يثرب ولم يكن يعلم أن نور الحق الذي انطلق من مكة سيصل إلى يثرب ولكنه حدث وهاجر الرسول إلى يثرب بعد أن تحولت يثرب من (اوس وخزرج) لدرع الحماية للرسول وهجرته ولم يكن هذا بالطبع حدث مفرح لعبد الله بن  أبي بن سلول وكيف وتلك الهجرة ستسلبه المنصب المزيف الذي كان يريده بين أقوام مشرذمة _ وبطبع فار بداخله هذا الحقد والغضب على الإسلام وعلى رسول الإسلام الذي حول يثرب إلى ارض حب بدل من حرب وتفرقه وبدأ يفكر ويناقش نفسه هل يجهر بهذا العداء أمام الجميع؟  ولكنه في النهاية  رأى انه أذا جهر بهذا ستفتك به يثرب جميعا بعد ما أحتضانتهم الأنوار الربانية والاجتماع على الكلمة الواحدة بدلا من الحروب والتنازع.
  ووجد الحل المناسب له بنفسه الشيطانية أن يصبح عضو داخل الإسلام لكي يدخل بينهم ويضعفهم وهم لا يعلمون أن هو عدوهم الأول وبالفعل أعلن انه مسلم وسار في الركب واستقبل الرسول ومع مرور الوقت بدأ يضع الخطط التي يستطيع بها إضعاف الإسلام ورسول الإسلام والانقلاب عليه فبدأ بالاتصال بكفار مكة العدو الأول للرسول عليه السلام كي ينسقوا مع بعض خطة العمل كانت تلك الجهات الخارجية.
 أما عن يثرب فقام عبد الله بن أبي بعمل الكثير من الأفعال فقام بالاتصال بيهود المدينة لما هو معروف عنهم بالعداء للإسلام كما قام  بتحريض أهل المدينة بأقوال إنكم كنت أعزاء قبل أن يأتي وإنهم اخذوا مكانتكم وجلبوا لكم الحروب مع قريش وغيرها.
كما حرض المسلمين على عدم القتال ولو أنهم خرجوا واستشهدوا يشيع في الناس بأنهم لو لم يخرجوا لما ماتوا  وكان يريد من ذلك اضعاف همه المسلمين على قتال المشركين وكان له دورا كبيرا فى تخلف المخلفين فى حروب الروم.
 وكان سلاحه الكبير هو أشاعه الأخبار الخادعة والخاطئة ولنا في حادثة (الأفك) المثل الأكبر فكان عبد الله بن سلول بوق الإشاعة التي انتشرت بين المسلمين وكان في المدينة حوالى 700 منافق يرأسهم عبد الله بن أبى بن سلول فكان انتشار الشائعة كبيرا جداُ  وكان له خطورة كبيرة على تماسك المسلمين لولا تلك البراءة الربانية لأم المسلمين السيدة عائشة.
 ولكن مع كل ما فعل  بالمحاولة لإضعاف الرسول والإسلام لم يستطيع بل أصبح هو زعيم المنافقين وأصبح في مزبلة التاريخ.
 وهذا الربط الذي اذهب إليه عن طريق عبد الله بن أبي بن سلول لما فيه نحن الآن بعد الثورة ليس للشبه أو التمثيل بالأدوار وان كان هناك الكثير من الشبه بين عبد الله بن سلول وهؤلاء الذين يعيشون بيننا الآن  ويستغلون الفرص للانقضاض على الثورة وتشويه كل شيء جميل حملته تلك الثورة المجيدة من إشاعة الرعب والتخوين واللعب على الأمور الحياتية وان الثورة جلبت لكم الفقر وعدم الأمن  وكل الأمور التي نسمعها ألان.
ويجب أن نذكر أن معرفه التاريخ تؤكد لنا أن دائما ما يكون للحق أعداء يحاولون هدمه لكن في النهاية ينتصر الحق بعد معارك كبيرة معهم.
 نحن لا نرى الشياطين لكن نرى الشهب التي تحرقهم لأنهم يعيشون في ظلام أما النور فدائما نراه
                                            وفى النهاية (أليس الصبح بقريب)

لعنه الكرسي بين الماضى والحاضر


كان كرسي الحكم ومازال يحمل بريقاًً يخطف العقول والقلوب ولم يعرف التاريخ الا القليل ممن زهدوا هذا الكرسي ونال منه التاريخ الاسلامي والعربي الكثير من المتناقضات.

 فكان رسول الامة الصادق الامين محمد _ صلى الله عليه وسلم_ الذي حمل على كاهله الرساله ولم يعلم عن هذا الكرسي شيء واكثر ما فعلة اصحابة بأن صنعوا له متكئأ من القش يطأ علية جسده الشريف, وجاء الصديق ابو بكر الذى ظل واقفاً ضد المرتدين ومانعي الزكاه حتى استقامت الامه على الوجه الصحيح , ثم جاء الفاروق عمر الذي جعل من العدل حياة فنام تحت الشجرة لا يخشى الا الله
 ثم جاء من بعده  عثمان _ رضى الله عنه_ ليتوسع فى رقعه الإسلام شرقاً وغرباً ويضحي بماله من أجل هذا الدين فمات بين صفحات الكتاب الحكيم  , وأكمل علي كرم الله وجهه ما بدأة عثمان فكان فى سيفه القوة وفى لسانه البيان فكان ممن يحبهم الله ورسوله, هؤلاء ممن لم يعلموا عن المناصب ولا الكراسي شيء إنما ارادوا طاعة الله وصلاح الامة فنالوا الرضى والرضوان من رب الارض والسماء .

لكن الامر لم يدم على هذا الحال فعندما طمع معاوية فى الكرسي ورصعه بالغالي والنفيس جذبه الكرسي اليه فأصبح كالنداهه التى تسلب العقل والقلب فأراد ان يورثه لابنه فكانت بدايه الدماء التى تراق على كرسي الحكم ومن يومها لم ينعم هذا الكرسي بالراحة فكان الابن يقتل أبيه والاخ يقتل اخيه انه لعنة الكرسي الذي ذهب بالعقول .
أما فى مصر القديمه تجسدت اطماع الكرسى على نحو اسطوري ولنا فى قصة
(توت عنخ امون) الذى لم يشفع له صغر سنه امام قاتلية مدام كرسى الحكم مزين امام اعينهم.
أما فى العصر الحديث لم يختلف الامر كثيراً واستمرت لعنه الكرسي فمنذ بداية حكم  محمد علي والذي اخذة الكرسي وطموحاته التى كانت بلا سقف بأن ناطح الجميع فتأمر علية الجميع وجعلوة يتنازل عن حكم مصر لابناءة واصبحت مصر ميراث خاص لابناء محمد على تجسد هذا القول عندما وقف أحمد عرابى فى قصر عابدين امام
الخديو توفيق مقدما له بعض الطلبات التى تخدم مصر فما كان رد الخديو توفيق له :( كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا) 'فما كان رد عرابى له قائلاً: (لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله الا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم).
واستمر هذا الميراث الى أن وصل الى الملك فاروق والذى انتزع منه العسكر الكرسي منهين هذا الايرث التاريخى وتم نفية خارج البلاد لتعود أسرة محمد علي الى خارج مصر كما بدأوا اول مرة فلم يكونوا مصريين رغم كل ما قدموة لتلك البلاد لكنهم نسوا ان مصر ليست ملكاً لأحد.
 ثم مع حكم العسكر لم يختلف الامر كثيراً وانتقلنا من ورث الملكية الى ورث العسكر ؛ فمع حكم محمد نجيب وبعد ازالة الملك فاروق من على كرسى الحكم  حمله نفس الكرسى الى الاقامه الجبريه والتى جعلت منه فى منفى بعيداً عن الانظار حتى توفاه الله ولم تعلم اجيال من هو او حتى انه حكم مصر فى يوم من الايام .

  وعبد الناصر الذى كان محور الجدل الكبير والمؤثر فى العالم العربى بل فى العالم بأسره والذى ثارت الشبهات بمقتله مسموماً وان لم تُعلم حقيقه موته حتى الان فى تضارب الاقوال والوقائع ليصبح التاريخ مسرح كبير تلعب فيه الادوار والاحداث وان غاب عنه الابطال.
الى السادات الذى حمله غرور الكرسي بعد ان حقق انتصار ولا افضل فى المعارك الحربية الحديثه الى ان يلقى حتفه بين جنوده وبنفس السلاح الذى حارب به وهو فى قمه مجده.


ثم مبارك هذا الذى حمله الكرسي من قمه الحكم والذى دام اكثر من ثلاثين سنه لم تشفع له السنين التى بتأكيد تصبح حروف أو بعض السطور فى سجلات التاريخ الطويل الذى لن ينسى مشهد صورته وهو فى قفص الاتهام ينتظر رأى العداله وان كنا دائماً ننتظر عداله السماء أن تسود.
وبعد ثورة يناير أصبح الكرسي شاغراً ورغم ما أحيط به من لعنات لكن عشاقة وموردية لم ولن ينظروا لتلك الامور.
فنجد ان المجلس العسكري وبعد ان سلمه مبارك الامور ولو بشكل مؤقت  وكأن الكرسي اصبح ميراث خاص للمؤسسه العسكريه؛ نجد ان الكرسي ببريقة الخاص قد  جذب العسكر اليه وتذايدت اطماعهم فيه رغم كل الوعود البراقة التى كانوا يطلقونها بعد الحين والاخر بتسلميهم الامور لسلطة مدنية منتخبه وبالفعل تمت انتخابات كانت اول انتخابات نزيهه كما أكد الكثير من المراقبين للعملية الانتخابية وتحت ارادة وعيون المؤسسة العسكرية وتولى محمد مرسى الحكم هذا
الحلم الكبير لجماعة الاخوان المسلمين منذ اكثر من ثمانين سنه لكن الامر لم يدم اكثر من سنه وانقلب العسكر عليه ووضع فى غياهب السجن ليصبح كرسى الحكم شاغراً منتظراً شخصاً اخر ولعنه اخره من لعناته التى لم يسلم منها إلا القليل .
  انها لعنه الكراسي التاريخيه من تلك الدماء الملطخه عليه من عشاقه ومورديه.


التيه عبر الافكار



التية عبر الافكار
قصة التية التى تضمنتها كتب التاريخ وكتب الاديان السماوية ارتبطت ببني اسرائيل عندما جاوز الله بهم البحر فى معجزة مادية ومع ان بنى اسرائيل كانوا  من اكثر الاقوام التى حظيت بتلك المعجزات لكنهم حملوا قلوباً قاسية ؛ فعندما نجاهم الله من فرعون وجنوده والقى لهم اوصال الايمان لكنهم لم يتمسكوا بها بل كانوا يقطعونها فقد كانت لحياتهم الدنيوية اهم بكثير من الايمان  فقد تطلعوا الى طلبات حياتية الى ان  وصلوا الى تكذبيهم لله و لتقديسهم للعجل كما رفضوا امر الله الى موسى بدخول الارض المقدسة.
 وهنا يبين الله_ عز وجل_ لنا ان ليس من هؤلاء الموجدين فى هذا الزمن اى رجاء وانهم تعودا على الذل والهوان فى عهود الفرعون فغضب الله عليهم بأن جعلهم  يتوهوا فى صحراء سيناء اربعين سنه هذا الرقم ذو الدلات الكبيرة فى التاريخ .
 وكما قال بعض المفسرين ان الله اراد بهذا التية وتلك السنين اكثر من تعذيبهم هو ظهور اجيال جديدة لا تعرف الذل والهوان وهذا ما حدث بعد فتره التية بعد تلك السنين وظهور اجيال جديده تحمل فى قلوبهم الايمان الكبير  وقادهم يوشع بن نون الى الدخول الى ارض فلسطين بكل قوة.
 وما جعلنى اسرد تلك القصة هى تلك الدلالة على ان الامور لا تسطتيع الثبات فى وجود افكار تعودت على التبعيه والانسياق وراء الاوهام  فى عهد النظام السابق ولا يعنى ان هذه الاجيال لا يوجد فيها من لا يتمسك بأفكار قوية   لكننا  سنأخذ هذا الوقت لتخرج اجيال جديدة تحمل  وبقوة افكار الثورة بشكل نقي  بعيداً عن الذين لا يعترفون بالثورة رغم كل ما حملته من كل تلك الدلالات الحسية والمادية التى تؤكدها.
 وهذا ما حدث فى الكثير من الثورات التى قامت  فالامر لم يستتب الا بعد سنين.
 فنجد ان الثورة الفرنسية اخذت وقت طويل وصل الى عشرين سنه الى ان تحققت اهدافها ووصلت لتلك  المكانه التى هى عليه الان وكذلك الحال فى الكثير من الثورات
سنأخذ هذا الوقت  الذى لا يعلمه الا الله ولكن فى النهاية ستنتصر الثورة على كل من رفضوها لامور حياتية ومادية او فكرية مزيفة.

ان التية عبر الافكار هو هذا الطريق المليء بالشكوك نسير فيه كل يوم لا نعرف اين نحن ولا اى مكان نسير فيه وكل ما نعتقد اننا وصلنا لليقين نجد انفسنا فى نفس المكان ولكننا نسير الى ان تفتح لنا دروب الحق ابوابها ونجد اننا وصلنا الى ما كنا نسير اليه.

عصور الفزاعات

مرت مصر بتطور كبير فى الحياة السياسية والدستورية, فكانت مصر من أوائل دول المنطقة والعالم التى عرفت وضع الدساتير وقيام حياة سياسية وكان ذلك فى عهد اسماعيل باشا الذى استلم تركة كبيرة من محمد على صانع نهضة مصر الحديثة.
وبما أن السياسه لاتعترف بالمدينة الفاضلة ولا بالحدود الأخلاقية فى أغلب الأحيان ظهرت بعض المصطلحات المرادفة دائماً للحياة السياسية ومن تلك المصطلحات كلمه(الفزاعات) ولكن هذا المصطلح مر بمراحل من القوة والضعف حسب الوقت والتغيرات السياسية.
فنجد أن مع بداية الحياة السياسية المصرية المعاصرة كان مصطلح الفزاعة مرتبط ارتباط طبيعي مع وجود المحتل الانجليزي مع وجود بعض المناوشات السياسية بين احزاب وطنية مثل حزب الوفد وبعد الاحزاب صنيعة الاحتلال يعنى فى مجملها كانت حياة سياسية هادئة وفى ظل هذا الهدوء ظهر نجم حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان فى سماء الحياة السياسية ومع بداية الجماعة التى كانت ذو اتجاهات دعوية واصلاحية فى بداية الامر لكن مع اتساع الحركة وزيادة عدد مؤيديها من الشخصيات العامة والسياسية دخلت معترك السياسة  ومثلت الجماعة خطر كبير للقصر وبدأ دورها كفزاعة للقصر والملك ومع ظهور قضية فلسطين فى الافق العربي تنامى دور الجماعة وكان لها دور كبير فى حرب فلسطين فاقتربت أكثر فأكثر من بعض الضباط فى الجيش المصري وابتعدوا اكثر فاكثر من القصر والملك مما جعلهم يتقدموا بتضحيات كثيرة من الاعتقالات والاغتيالات وعلى رأسهم مؤسس الحركة والأب الروحى للجماعة حسن البنا .

ومع قيام ثورة يوليو وحكم العسكر كانت للجماعة روابط قوية بصانعى القرار لكن السياسة لا تعرف الثوابت وما بين ليلة وضحاها انقلب العسكر على الاخوان المسلمون خوفا منهم على التسلق فوق كرسي السلطه , واستغل عبد الناصر حادثة المنشية التى اتُهمت فيها الجماعة بمحاولة اغتيال عبد الناصر لتوجية ضربات قوية وعنيفة للجماعة وكان اشدها اعتقال الرجل القوى فى الجماعة سيد قطب وكان هذا الفترة بمثابة اكبر الفزاعات التى صنعها العسكر للاخوان ولكنها لم تكون الفزاعة الوحيدة بل كانت اسرائيل ايضا فزاعة استطاع بها العسكر أن يلجم افواه جميع معارضية بمسمى التجهيز للحرب يجب ان تصمت الافواه ....لا شئ يعلو فوق صوت المعركة.
ثم أتى عصر السادات وفى هذا الوقت تنامى دور الشيوعين فى الجامعات المصرية ومثلوا خطراً كبير على السادات لشعاراتهم القريبة من الشعب وكانوا اهم فزاعة فى هذا الوقت ولكي يخرج السادات من هذا المأزق  دعم وبقوة دور الجماعات الاسلامية , وبالفعل نجحوا فى القضاء على دور الشيوعين لكنهم كانوا بمثابة المارد الذى اخرجة السادات ولم يستطيع ان يصرفة فبدأوا بالانقلاب عليه وكانوا فزاعة ضخمه له ولكن السادات استغل حرب افغانستان ليخفف من خطر هذة الفزاعة فقام بإرسالهم الى افغانستان ومع ذلك رجعوا من هناك اكثر قوة وعنف  ساعدهم  السادات بسياسة الاعتقالات غير المبررة ..
ثم اتى عصر مبارك الذى هو امتداد طبيعى للسادات وامتدت فزاعة الجماعات الاسلامية لكن مبارك استخدم خطوات كثيرة منها الاعتقالات والاغتيالات لكثير من قادة الجماعة ثم بعض المراجعات للجماعة
التى نبذت العنف .
وفى هذا الوقت كانت جماعة الاخوان المسلمين تستفيق من البيات السياسي الذى عاشتها نتيجة الضربات الموجعة من الحكومات والانظمة السابقة وبدأت تتعافى من جديد وتنامى دورها الاجتماعى والسياسي مما جعلها المنافس الاول للحزب الحاكم , ويجب ان نعلم ان من اهم سمات الجماعة تلك المرونه التى حافظت على الجماعة اكثر من ثمانين سنه كما انها تتسم بالتنظيم .
 ومن متناقضات السياسة ان الحزب الحاكم جعل من الاخوان فزاعة للغرب وجعلت الجماعة الحزب الوطنى فزاعة للشعب وكان الصندوق الانتخابى يعكس هذا التوجة فكثير ممن اعطوا صوتهم بعيداً عن مؤيدى الجماعة اعطوها تنكيلاً فى الحزب الوطنى الذى افسد كل شيء.
ومع قيام ثورة يناير استخدم النظام البائد فزاعات كثيرة ومختلفة من اهمها الاجندات ولكنها لم تستمر طويلا مع ضربات الثوار وهشاشة النظام.
وبعد ان تولى المجلس العسكرى مقاليد الحكم ظهر فزاعات من نوع اخر تنقلب على من قاموا بتلك الثورة ومن اهم هؤلاء حركة 6 ابريل التى كانت الوقود المحرك للثورة وجعل المجلس هذه الحركة الفزاعة الكبيرة للشعب واتهمت بتلقى الاموال والدعم من الخارج
 ومع اول اختبار للحياة السياسيةألا وهو الاستفتاء فى ظل حكم العسكر المؤقت  وجدنا تحالف غير معهود بين جماعه الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية وصنعوا للناس فزاعة اخرى سميت (فزاعة الهوية الاسلامية) ونجحوا فى هذا المسعى فى تجميع الناس على كلمة (نعم) التى كنت موضع كراهية فى الحياة السياسية المصرية , واعتقد ان هذا التحالف سيستمر فى الفترة القريبة عبر صناديق الانتخابات وستصبح الفزاعة القادمة فزاعة اللبرالين  والعلمانين ليستمر مسلسل الفزاعات عندما تموت فزاعة تصنع الاخرى اننا ندور فى دوائر مفرغة لن نخرج منها الا بأجتماع الكلمة الا وهى حب مصر بعيدا عن اطماع الكراسي الزائلة 
عندما انتهى عصر المعجزات ابتدأ عصر الفزاعات ..عندما نحس بالعجز نلجأ للفزاعة للحصول على مكاسب سياسية معيبة انها لعبة السياسة التى لا تعترف بالأخلاق وفى التفاصيل تسكن الشياطين

يجب ان نتعلم كيف نقرأ تم كيف نحلل ثم كيف نفكر قبل ان نصدر أرائنا ..لا تستسهل التبعيه فأنها وان جعلت منك جندى مطيع لكنها لن نجعل منك ابدا قائد عظيم

نظره من بعيد



الحياة السياسية فى الوطن العربي تمر بحالات من الانفراجة اوقات ومن التعثر فى اوقات اخرى لكنها تبقى ولادة جديدة لنسائم الحرية ولنا ان ننظر على المشهد السياسي من بعيد كي نرى الصورة التى تغطيها بعض الغيوم كي تنكشف الحقائق ويبقى ما نقوله وجه نظر قد نصيب وقد نخطأ.
اول تلك المشاهد من حيث البداية مع المشهد التونسي الذى يسير بخطوات جادة نحو الطريق السليم عابراً كل الحواجز التى تعوقة 
 فمنذ بداية الثورة التونسية وحتى الان يسير التونسيون على النهج السليم لصناعة الديمقراطية بداية من مجلس رئاسي مدني وعودة الجيش لعملهم الطبيعى بعيداً عن الحياة السياسية الى انتخاب جمعية تأسيسة للدستور وابعاد كل رموز النظام القديم من الترشح حتى وصل الامر الى  منعهم من التصويت .

 لم نسمع هناك مصطلح الاستقرار ولاالنقل السريع للسطله لانهم يسيرون بالاتجاه الصحيح ومع الاتجاة الصحيح  جرت
الانتخابات فى جو ديمقراطي سليم وشفافية كبيره ولنا ان نعلم ان نسبه المشاركه هناك وصلت الى تسعين فى المائة ممن يحق لهم التصويت كي نعلم كيف وصل وعي التوانسه بقضية بلادهم وحصل التيار الاسلامي على نسبه اكبر فى المجلس انها الديمقراطية السليمه التى تبنى بحق وينجح من ينجح لأنها إرادة الشعب.
ام المشهد المصرى فالأسف ينتابة حالة من الغموض وتشتت الافكار فكل ما حدث فى تونس لم نفعلة فى مصر رغم حاله التوأمه بينهم فلا مجلس رئاسي مدني ولا دستور ولا عزل سياسي لمن أفسدوا الحياة ولا انتخابات بقوائم كامله كي نبتعد عن الرشاوى والبلطجة والعصبيات فى الانتخابات , ولا حتى محاكم سريعة ورادعة لمن افسدوا الدنيا كي يصبحوا عبرة لمن يؤيدوهم.
ولكن تصبح الصورة فى مجملها مهما احاط بها من عتمه افضل بكثير مما كنا فيه وسنخرج من تلك الحاله افضل فأفضل على الاقل ستفكك قواعد الفساد تدريجياً ومع قصر فترات الرئاسة القادمة سيصعب تكوينها بشكل كامل.
 كنا نبغي الكثير لكن نحتاج للوقت كي تتغير الافكار ويتحول المصرى من فاقد للوعي بمصلحة بلدة لمشارك فى التغيير ولتكن الانتخابات القادمة المحك الكبير لمعرفة هذا التحول.
يتحدث البعض عن بناء الدوله بدل من ملاحقة الفلول واصحاب المصالح الذين افسدوا مصر ومازالوا يبحثون عن مكاسب اخرى فى ظل الثورة واقول لهم كيف تبني دوله على اسس نخور السوس فى اركانها؛ البناء يعني هدم كل ما اصابة العطب وبناء قوى وسليم كي يقف صلب امام اي هزات فى المستقبل .......محاربه الفلول واجب وطنى لا يخدعكم بشعارات رنانه ولا وعود براقة انهم يتلونون حسب الوقت لا يهمهم مبارك او غيره ما يهمم فقط مصالحهم الشخصيه.
اما المشهد الليبى فأنتهى جزء كبير منه بأسقاط حكم القذافي وتلك النهاية المأساوية ليصبح رمز لنهايات الطغاه ممن يرون فى شعبهم جرزان وليسوا بشر , ولكن يجب ان اتوقف عند مشهد القتل والتمثيل للقذافى فمهما تفهمنا كل الظروف والمعاناه التى مر بها الليبين لكن لا اتفهم ابداً ان يصبح المظلوم مثل جلادة فى القتل والتمثيل وهذا امر نهاناً عنه ديناَ الحنيف ولنا فى حادثه استشهاد سيدنا حمزة المثل فعندما مثلت هند بنت عتبه بجسده الشريف ورأة النبى على هذة الحاله غضب غضباً شديداً وتوعد بمثل ما فعلت لكن الله نهى المسلمين عن فعل ذلك , لأن الاصل هو القصاص وليس التمثيل بالميت وكل ما اخشاة ان تتحول لبييا الى حالة من تصفية الحسابات ومنها يضيع الوطن .
اما الحالة البارزة فى المشهد الليبي وما اخشاة ايضاً هو ظهور التيار الاسلامي ولا أعني به التيار المعتدل بل هو التيار المسلح وما أخشاة ليس من الأسم بل من المبررات التى ستستخدمها امريكا والغرب الذى لا اعتقد انهم سيتركون الامور تسيل بسهوله مطلقة فيجب على الليبين ان يسيروا وبحذر نحو قيام دولتهم الجديدة التى قدموا من اجلها الكثير .
أما عن مكاسب الغرب من الحرب هناك تتمركز حول حقول البترول وتعويض فواتير الحرب التى ستدفعها ليبيا من عوائد البترول وعمليات أعادة الاعمار وهذا لن يمثل نكثه للاقتصاد الليبى الذى لم يكن له وجود يذكر فى ظل القذافي .
 اما عن الخسائر المتوقعة والمستقبلية للغرب من حرب ليبيا فتتمركز حول دخول الكثير من المهاجرين الافارقة للغرب اثناء الحرب لان ليبيا تعتبر من اهم معابر المرور للمهاجرين وهذا خطر كبير على الغرب فى الفترة القادمه.

أما المشهد اليمني فهو مشهد متشابك الاطراف يُلعب فيه من الداخل ومن الخارج فنجد ان الثورة هناك متماسكة وقوية ومازالت فى الميادين رغم مرور الوقت الطويل لكن مع تمسك صالح للحكم رغم ما رأة من نهايات حكام مصر وتونس وليبيا يصبح الامر فى غايه الصعوبه فهو يريد ان يحول بلده الى حرب أهليه ولا يترك الكرسي مستغلاً فى ذلك الدعم القوى التى تعطيه له المملكه العربية السعودية خوفاً منها لأنتقال سريع لفيرس الثورات هناك لما تمثله اليمن من موقع جغرافى واجتماعى متشابك مع  السعودية .
كما أن صالح يأخد من موقف أمريكا وأوروبا المتخازل رغم بعض التصريحات الواهية دعماً كبيراً له كما ان الغرب لايرى فى اليمن من ثروات كي يتدخل, وايضاً ان وجود بعض التيارات المناهضة للغرب يدعوهم للمساندة غير المعلنه لصالح الذى يحارب تلك الجماعات, وامريكا تخشى على مصالحها التجارية والحربية المارة بمضيق باب المندب من الاستهداف ان تعاظم وجود الجماعات المناهضة لها والذين يرون فى صالح عصاها الممتدة على تلك الجماعات.
وارى ان المشهد اليمني كما تريدة السعودية والغرب فى الفترة القادمه هو تغيير وجوة فقط يعنى من الممكن التضحية بصالح ويأتى شخص اخر بنفس التوجهات ولا يختلف عنه كثير بل مجرد تهدئة الثورة واخماد لهيبها . 
اما المشهد السوري فهو مشهد غريب ومتناقض الافعال والرودود فرغم كل ما يحدث فى سوريا من قتل وتعذيب وهو قريب مما حدث فى ليبيا لم نرى هذا التدخل السريع من الغرب هناك والاغرب من ذلك هذا الفيتو الروسي التاريخى والفريد من نوعه فنجد ان روسي طيله العقود الماضية ومع التدخل العسكرى لامريكا ضد حلفاء روسيا فى المنطقه كانت دائما تلوح بالفيتو ولم تستخدمه ولا مرة سواء فى الحالة العراقية اوالحالة الليبية وارى هنا انهاادوار متفق عليها بين روسيا وامريكا والغرب بوجه عام , وان الغرب يعطى لبشار الضوء الاخضر لأخماد الثورة
 هناك لما تمثله سوريا الجارة القريبة من الكيان الصهيونى اهمية كبرى للحفاظ على امن اسرائيل , فنجد ان بشار ورغم كل صيحاته القومية والمقاومة للمحتل لم يطلق رصاصة واحدة على الجولان المحتل لدى اسرائيل وكل ما تخشاة امريكا والغرب ان تنتصر الثورة هناك والخوف الاكبر هو قيام جماعات مسلحة فى سوريا تطلب بحقها الطبيعى فى تحرير ارضها ممن اغتصبوه وهذا خطر كبير تراه امريكا فى سوريا , وارى ان الغرب لن يزيد من تهديداته لسوريا وإن اصبحت معلنه لكن فى الخفاء يصبح الدعم له اقوى .





يجب ان نقترب اكثر فاكثر من الحقيقة قد يصيبنا هذا القرب بكثير من الألم لكن سنبحث عن العلاج, أما إن ابتعدنا أكثر فاكثر سنرى الحقيقه متلونه وناعمه نعومة الافاعي لكن فى فمها يسكن السم